وَمُسْتَهْزِئٍ
بِاللهِ أَوْ آَيَةٍ لَهُ *** أَوِ الرُّسُلِ كَفِّرْهُ وَأَدِّبْ وَلَوْ هُدِي
وَدَعْوَى
شَرِيكٍ أَوْ أَبٍ أَوْ قَرِينَةٍ *** لَهُ أَوْ وَلِيدٍ كُلُّ ذَا كُفْرٌ اعْدُدِ
*****
«أَوِ الرُّسُلَ»، يعني من سَبَّ
الرُّسُلَ كلَّهم أو بعضهم، فهذا يكفُرُ باللهِ عز وجل، وإن كان يزْعُم أنه
مُؤمنٌ؛ لأنه لا يجوزُ سبُّ أحدٍ من الرُّسلِ عليهم الصلاة والسلام ولا تَنَقُّصُ
أحد منهم.
فيكفرُ من سَبَّ
الرَّسولَ؛ «وَلَوْ كَانَ ذَا مَزْحٍ كَفَرَ كَالمُتَعَمِّدِ»، قال تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ
إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ
كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥ لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ
إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ﴾ [التوبة: 65- 66]،
مع أنهم يقولون: مَا قصَدنا إلاَّ حَديثَ الرَّكبِ نقطع به عناء الطريق، ما قصدنا
السُّخرية.
والله جل وعلا أمر
رسوله أن لا يقبَلَ عذرَهُم لما جاءوا يعتذرون: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ
وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ
٦٥ لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن
طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ﴾ [التوبة: 65- 66]
نسألُ اللهَ العافيةَ، فدلَّ على أنهم في الأوَّلِ مؤمنون، ليسوا منافقين،
ولكنَّهُم لما استهزئوا بالله وبرسوله وبالقُرآن، ارتدوا عن دِين الإسلام: ﴿قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ
إِيمَٰنِكُمۡۚ﴾ [التوبة: 66].
من اسْتهزَأَ بآيَةٍ
من آياتِ القُرآنِ فإنَّه يكفُر كما في الآيَةِ السَّابقة: ﴿قُلۡ أَبِٱللَّهِ
وَءَايَٰتِهِۦ﴾ [التوبة: 65].
مِنْ سَبِّ اللهِ جل
وعلا أن لا يُنزَّهَ اللهُ عن ما نَزَّهَ عنهُ نَفسَه، فمن فعَلَ هذا يُحكم
برِدَّتِه، فالذي ينفِي ما أثْبتَهُ الله لنفْسِه يُحكم بِردَّتِه،