×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَيَكْفُرُ أَيْضًا مُدَّعٍ لِنُبُوَّةٍ *** وَيَكْفُرُ فِي تَصْدِيقِهِ كُلُّ مُسْعَدِ

*****

 والذي يُثبِتُ ما نزَّهَ اللهُ نفسَهُ عنه من النَّقائِص يُحكم بردته.

من نواقِضِ الإسْلامِ ادِّعاءُ النُّبوَّةِ بعدَ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه لا يُبعثُ بعد نَبيِّنا مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبيٌّ؛ لأنه خاتَمُ النَّبيينَ، والخاتم: معناه الذي لا يَأتي بَعدَه أحدٌ، وهذا في القُرآن، قال تعالى: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَۗ [الأحزاب: 40]، وقال: «أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ» ([1])، ثم فَسَّر ذلك بقوله: «لاَ نَبِيَّ بَعْدِي»، قال: «يَأْتِي بَعْدِي ثَلاَثُونَ كَذَّابُونَ؛ كلٌّ يَدَّعِي أَنَّهُ نَبِي، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ» ([2]). فَمنِ ادَّعَى النُّبوَّة فهوَ مُكذِّبٌ للهِ ومكذِّبٌ للرَّسول صلى الله عليه وسلم، ومكذِّبٌ لإجْماع الأُمَّة على أنه لا نَبيَّ بعد رَسولِ الله محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وقد ظهر المُتنبِّئونَ في عَهدِه صلى الله عليه وسلم ومن بعدِه، وأهْلكَهم الله وقَطع دَابِرهم، ولم يَبقَ لَهم عينٌ ولا أثَرٌ، ظهر مُسيلمَة في اليمامة، وظهر الأسودُ العَنسي في اليَمنِ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فأما الأسْودُ العنسي فقد قُتل قبل وفاةِ النَّبي صلى الله عليه وسلم، قتلَهُ فَيروزُ الدَّيلمي رضي الله عنه، وأما مُسيلمة فقد قَاتله الصَّحابَة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في اليمامة، وقتلوه، واستراح المسلمون من شرِّه.

وَفِي وَقْتِنَا هَذَا ادعى النُّبوَّة غُلام أحمد القادياني في الباكستان، وتبِعَه جَماعة يُسمون بالقاديانية والأحْمدِيَّة، وقد أجمع المسلمون على كُفر هذه الطَّائِفة، فلا حاجةَ إلى بَعثَة نَبيٍّ بعد النَّبيِّ، ولا حاجةَ إلى


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (3535).

([2] أخرجه: أبو داود رقم (4252)، والترمذي رقم (2219)، وابن حبان رقم (7238).