×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

شريعةٍ بعد شريعَةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فالشريعة باقية والسنة باقية، فكأنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم موجودٌ، فالناس ليسوا بحاجَةٍ إلى بعثَةِ نَبيٍّ، إنما يُبعث النَّبيُّ وقت الحاجة حينما تَندرِسُ الرِّسالاتُ السابقَة أما رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فإنها باقية ومحفوظةٌ ولا تندرس إلى أن تَقومَ السَّاعةُ.

القُرآنُ محفوظٌ: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ [الحجر: 9]، والسُّنَّةُ محفوظةٌ -ولله الحمد- ومحروسَةٌ، والتفاسيرُ الصَّحيحَةُ للقرآنِ، والشُّروحُ الصَّحيحَةُ للأحاديث موجودةٌ، ورسالته صلى الله عليه وسلم باقيةٌ إلى أن تقوم السَّاعة.

والمسيحُ عيسى ابن مريمَ ينزل في آخِرِ الزَّمان، ولكن لا يَنزِل بِنبوَّة، وإنَّما ينزل بمتابَعَة لهذا الرَّسول صلى الله عليه وسلم، ينزل على أنه تَابعٌ للرَّسول صلى الله عليه وسلم، ويحكم بشرِيعَتِه فلا يأتي بِنبوَّة جديدَة؛ وإنما ينزل لِيقتُل المَسيحَ الدَّجَّال، وليُجددَ شريعة الإسلامِ، فهو مُجدِّد، وتابعٌ للرَّسول صلى الله عليه وسلم، فهذه الشَّريعَةُ -ولله الحمد- كامِلَةٌ وباقيةٌ، لا تُنسخ إلى أن تقومَ السَّاعَة، فليس النَّاس بِحاجَةٍ إلى بَعثَةٍ نبيٍّ جَديد.

وكذلك يكفر من صَدَّق مُدَّعي النُّبوَّة، وهم الذين يَتَّبعونَ المُتنبئينَ يكفرون معهم؛ لأنهم صَدَّقُوهم، فيكون حُكمُهم حكم المُتنبئينَ؛ لأنهم صَدَّقُوهم ووَافَقُوهم وأقَرُّوهم على ذلك، ولذلِكَ حَكم المسلمون بِكُفر القاديانية مع أن أحمد القادياني متوفَّى، ولَكنَّ الذين اتبعُوه حَكَم المسلمون بأنَّهم كفارٌ خارجون عن الإسلام.


الشرح