وَإِنْ
كَانَ بِالتَّأوِيلِ مِنْهُ اسْتَحَلَّهُ *** فَلاَ كُفْرَ
حَتَّى يَسْتَبِينَ بِمُرْشِدِ
وَمَنْ
أَكَلَ الخِنْزِيرَ أَوْ نَحْوَهَا فَلاَ *** تُكَفِّرْهُ يَا
هَذَا بِأَكْلِ مُجَرَّدِ
وَمَنْ
أَظْهَرَ الإِسْلاَمَ وَالكُفْرُ بَاطِنٌ *** فَذَلِكَ
زِنْدِيقٌ مَتَى تَابَ فَارْدُدِ
*****
ٱلصَّٰلِحَٰتِ جُنَاحٞ فِيمَا طَعِمُوٓاْ﴾ [المائدة: 93] ؛
يعني فيما مضى قَبلَ أن تُحرَّم، الله جل وعلا يقول: ﴿مَّنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ
فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۗ وَمَا
كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولٗا﴾ [الإسراء: 15]، ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوۡمَۢا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰهُمۡ
حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَۚ﴾ [التوبة: 115].
إذا كان له تَأويلٌ
وله شُبهةٌ لها وجه احتِمالٍ، مثل الآية الكريمة: ﴿لَيۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ [المائدة: 93] ؛
ولكن أخْطَأ في الفَهْمِ، فهذه شُبهةٌ يُبين له ويُوضَّح لَه.
إن استحَلَّ
الخِنزيرَ فإنه يُحكَمُ بِكفْرِه، أما إن أكلها من غَيرِ استحْلالٍ هذا لا يَكفُر
ولكنه يُعزَّرُ؛ لأنَّه أكل حرامًا فيُعزر.
هذا بيان للذين لا
تُقبل توبَتُهم، يعني أنه لا يُدرأ عنهم الحَدُّ بل يُقتلون بِكلِّ حالٍ، أولهم:
الزِّنديقُ الذي يظهر الإسلامَ ويُبطن الكفر، ويُقال لهم في الزَّمان الأوَّلِ
المُنافِقونَ الذين يُظهِرونَ الإسْلامَ ويُبطِنونَ الكُفرَ، هؤلاء زَنادِقَةٌ،
إذا ثبَتَ علَيهم ذلك يُقتَلون، ولا يُسْتتابُون؛ لأنهم لا يَصدُقون في تَوبَتِهم،
يظهرون التَّوبَةَ وهم على ما هُم علَيه.
فإذا قُلتَ: لماذا
الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم لم يقتُلِ المُنافِقينَ في عَهْده؟.
فيُقال: إن الرَّسولَ
صلى الله عليه وسلم كان يَدرَأ مفاسِد؛ لأنَّ المُنافقينَ كان لهم