وَمَا
زَالَ يُوصِي بِالصَّلاَةِ نَبِيُّنَا *** لَدَى المَوْتِ حَتَّى
كَلَّ عَنْ نُطْقِ مِذْوَدِ
بِهَا
مُرْ بَنِي سَبْعٍ وَذِي العَشْرِ فَاضْرِبَنْ *** وَعَنْهُ كَذَا
أَوْجِبْ عَلَيْهِمْ وَشَدِّدِ
*****
نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ
ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ﴾ [الجمعة: 9]، هذا دليلٌ على
أنَّ تَركَ الصلاةِ مُتعمِّدًا كفرٌ مخرجٌ من المِلَّةِ، سواءً جحد وجوبَها أو لم
يجْحَدْه على الصَّحيحِ، مجرَّدُ التَّركِ مُتعمدًا يخرجُهُ من المِلَّة.
وَممَّا يدُلُّ على
أهميةِ الصَّلاةِ أنها آخِرُ وصِيَّةٍ وصَّى بها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
أمَّتَه عند مَوتِه، فكان يُعالِجُ سكراتِ المَوت، وهو يُوصِي بالصَّلاة ويقول: «عِبَادَ
اللَّهِ، الصَّلاةَ الصَّلاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»، وَمَا زَالَ
يُكرِّرها: «الصَّلاةَ الصَّلاةَ»، حتى ثَقُلَ لِسانُه بها ولم يَستَطِع
النُّطق بها ([1]).
آَخرُ وَصيَّةٍ
للرَّسولِ صلى الله عليه وسلم عند خُروجِه من الدُّنيا الصَّلاةُ، التي انحَطَّ
قَدرها وخَفَّ ميزانُها عند كَثيرٍ ممنْ يَدَّعون الإسْلام، وهم من أولادِ
المُسلمينَ ويعيشون مع المُسلمينَ، أين هم وأين الإسلام؟!
الصَّبيُّ المُميزُ يُؤمر بها، ومن بَلغَ عَشرًا فإنه مع الأمْر بها يُضرب إذا تأخَّرَ عَنها؛ فالمُميِّز يُؤمرُ بها مُجرَّد أمْرٍ ولا يُضرب، وأما ابنُ عَشر فإنه يُضربُ إذا لم يُصَلِّ؛ وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْع، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([2]).
([1]) أخرجه: ابن ماجة رقم (495)، وأحمد رقم (25944)، وأبو يعلى رقم (2933).