×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وهذا من بابِ التَّربيةِ؛ لِيعتادَ الصَّلاةَ ويَنشأ عَليها ويألَفَها، فإذا بلغَ عَشرَ سِنين فإن هذا يتأكَّدُ لأنَّه قارَبَ البلُوغَ أو بلغ، فإذا لم يُصلِّ فإنَّه يُعزَّر ويُضرب حتى يذوقَ العُقوبَة فيعظم قدر الصَّلاة عنده، وهذا من أحسن التَّربيةِ للأطفالِ.

ليستِ التَّربيةُ مجرَّد أنَّهم يُوفَّرُ لهم الطَّعام والشَّرابُ، ويُعطون ما يريدونَ، هذه تربيَةٌ بهيمِيَّةٌ، ولكن التَّربيَةَ الحَقيقيَّةَ هي التربية الإيمانِيَّة، تربية القلوبِ، أما الطعامُ والشرابُ فإنهما تربية للأبْدان، وهذا شيءٌ يَغفلُ عنه كثيرٌ من الناس مع أولادِهم، فلا يلتَفِتون إلَيهم، يقول: هذا طِفلٌ صغيرٌ وإذا كَبِر إن شاء الله سَآمرُه بالصلاة.

فإذا ترك هذا التوجيهَ النَّبويَّ فإن الطفل ينشأ على الكَسلِ وَعَدم المُبالاة، ثمَّ إذا أراد والدُه أن يَردَّه إلى الصواب فإنه يعْجَز عَنه، أما الطِّفلُ فإنه سَهلٌ يَنقادُ، وأما الكبير فلا يَنقادُ، ولهذا يقول الشاعر:

إِنَّ الغُصُونَ إِذَا عَدَّلْتَهَا اعْتَدَلَتْ *** وَلاَ تَلِينُ إِذَا كَانَتْ مِنَ الخَشَبِ

فمن أراد تربيَةَ أولادِهِ على الطَّاعةِ فليبدأ بهم من التَّمييزِ؛ لأنه إذا ميَّزَ صارَ يعقِلُ ويفهم ما تقول له، أما ما قبل التَّمييزِ فهذا لا يدري، فهذا توجِيهٌ نبويٌّ وتربيةٌ عظيمة للأولاد.

وقوله: «وَعَنْهُ»؛ أي عن الإمام أحمدَ رحمه الله: أنَّ ابن عَشر تَجبُ عليه الصَّلاة؛ لأن الرسول أمر بِضرْبِه، والضَّربُ لا يكون إلاَّ على تَركِ وَاجبٍ، فابن عَشرٍ تَجبُ عَليه الصَّلاةُ، ولهذا يقول العلماء: إِنَّ ابْن عَشر يُمكنُ أن يَبلُغ، فهذا دليلٌ على أنه تَجبُ عليه الصَّلاة إذا بلغ 


الشرح