وَبَادِرْ
إِلَى مَحْوِ الذُّنُوبِ بِرَكْعَتَي *** مَتَابٍ كَمَا قَدْ جَاءَ
وَادْعُ تُسَدَّدِ
وَإِنَّ
عِمَادَ الدِّينِ إِخْلاَصُ نِيَّةٍ *** وَإِلاَّ تُوَلَّى
بِالعَنَا صَافِرَ اليَدِ
وَإِيَّاكَ
عَنْ سَبْقِ الإِمَامِ فَإِنَّهُ *** مُخَالَسَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ التَّعَبُّدِ
*****
كذلك ذَكَرَ أن من
الصَّلواتِ المُستحَبَّةِ صلاةُ التَّوبَةِ، أن الإنسانَ يُصلِّي رَكعتَينِ ويتوبُ
إلى اللهِ عز وجل من الذَّنبِ أو من الذُّنوبِ، وإذا تاب بدونِ صَلاةٍ واسْتغفَرَ
فَيكفِي هذا.
لما ذكرَ الصلَواتِ
الفَرائِضَ والنَّوافلَ، بَيَّنَ أنه لا يُقبل منها وَمنْ سَائرِ الأعْمالِ إلاَّ
ما كان خَالصًا لِوجهِ اللهِ عز وجل، فجميعُ الأعمالِ لا تُقبلُ إلاَّ بالإخْلاصِ،
أما ما لَم يَكنْ خَالصًا فإنه لا يُقبل، فالذي يدْخُلُه رياءٌ أو سُمعَةٌ أو
شِركٌ أكبرُ، أو دُعاءٌ لغيرِ اللهِ، فإنه يَبطُل ولا يُقبل، فمن شَرطِ قَبولِ
العَملِ الإخلاصُ للهِ عز وجل، ومن شرطه أيضًا المُتابعَةُ للرَّسولِ صلى الله
عليه وسلم، فيُشترط للقبولِ شرطان:
الأوَّل: الإخلاصُ للهِ،
فلا يكون فيه شِركٌ، لا أكبرُ ولا أصغرُ.
الشَّرطُ الثَّاني: المُتابَعَة
للرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، فلا يكون فيه بدْعَةٌ؛ لأنَّ البِدعَةَ مردودَةٌ
ولا تُقبل. وهي تعَبٌ بلا فائِدَةٍ، ويرجع صَافِرَ اليَدِ، ليس له أجرٌ عند الله
عز وجل، ولو أتعبَ نَفسَه، إذا خلا العمَلُ من هذينِ الشَّرطينِ.
«إِيَّاكَ»؛ هذا تَحذيرٌ من
مُسابقَةِ الإِمامِ، إذا كُنتَ تُصلِّي خلفَ الإمامِ، فإيَّاكَ والمُسابَقَةُ
للإمامِ، أن تَركَعَ قَبلَه، أو تسْجُدَ قَبلَه، أو ترْفَعَ قَبلَه؛ لقَولِه صلى
الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ،فَإِذَا كَبَّرَ
فَكَبِّرُوا، وَلاَ تُكَبِّرُوا حَتَّى يُكَبِّرَ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا،
وَلاَ تَرْكَعُوا حَتَّى يَرْكَعَ