×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

سَعَى فِي التَّوَانِي ثُمَّ لَمَّا عَصَيْتَهُ *** تَدَارَكَ سَعْيًا فِي فُنُونِ التَّفَسُّدِ

*****

وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ...» ([1]) إلى آخر الحديث.

وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي إِمَامُكُمْ، فَلاَ تَسْبِقُونِي بِالرُّكُوعِ وَلاَ بِالسُّجُودِ، وَلاَ بِالاِنْصِرَافِ» ([2]).فالمأمومُ تكونُ أفعالُهُ بعدَ أفعالِ الإمامِ، فَيحرُمُ مُسابَقتُه للإمامِ، وقد جاءَ الوَعيدُ في الذي يَرفَع رأسَهُ قبل الإمامِ، أن يُحوِّلَ اللهُ رأسَهُ رأسَ حِمار، أو يَجعَل صُورتَه صُورَة حِمار ([3])، وهذا وعيدٌ شديدٌ، فالمُسابقَةُ حَرامٌ وقد تُبطِلُ الصَّلاةَ.

وسبَبُ المُسابَقَةِ هو وسوسةُ الشَّيطانِ، هو الذي يَدخُل عَليكَ، ويَحمِلكَ على مُسابَقَة الإمامِ لأجْلِ أن يُفسِدَ عليكَ صَلاتَك، وإلا فأنتَ لا تَخرُج من الصَّلاةِ إلاَّ بعد الإمامِ فَكيفَ تُسابِقُه، ولكنَّ الشَّيطانَ يأتي على الإنْسانِ ويَحمِلُه على المُسابَقَة.

هذا الشَّيطانُ مع الإِنسانِ، أولاً أنَّه يُثَبِّط الإنسانَ عنِ العَملِ، ويُحاولُ مَنعَه عن العَملِ، فإذا عصاهُ المُسلِمُ وجاء إلى العَملِ، فإنَّه يَلجَأ إلى إفْسادِ العَملِ، كإفسادِ الصَّلاةِ بالمُسابَقَة والأفكارِ، وبِغفْلَةِ القَلبِ عَن ذِكر اللهِ عز وجل، فالشَّيطانُ يحاولُ أولاً أنه يمنَعُك من العَملِ، فإذا لم يسْتَطِع منْعَك لجَأ إلى الإفسادِ فَيدخُل عليكَ في صلاتِكَ، ويشَوِّش عليكَ صَلاتَك، ولا تدري ما تقُولُ، ولا تدري ما يقولُ الإمامُ، ويَفتَحُ عليكَ


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (688).

([2] أخرجه: مسلم رقم (426).

([3] أخرجه: مسلم رقم (427).