×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَفِي الخَمْسِ أَلْزِمْ فِي الأَصَّحِّ الرِّجَالَ *** بِالجَمَاعَةِ لاَ عَبْدًا وَشَرْطًا بِأَوْكَدِ

*****

أبوابَ الهَواجسِ والأشْغَال؛ حتى تَخرُج بدون أجْرٍ، هذا عملُ الشَّيطانِ مع الإنسان.

الصَّلواتُ الخَمسُ تَجبُ على الرِّجالِ في الجَماعَةِ، ولا يَجوزُ للإنسانِ أن يُصلِّي وحدَه من غيرِ عذر؛ لما ورد من الأحاديثِ التي تدُلُّ على الوَعيدِ في حَقِّ من تَركَ صَلاة الجماعَةِ وصلَّى وحْدَه، وتدُلُّ على نقْصَانِ أَجرِه نُقصانًا ظاهرًا، فالذي يُصلِّي مع الجَماعَةِ له سَبعٌ وعشرونَ دَرجةً، والذي يُصلِّي وحدَهُ ليسَ له إلاَّ دَرجَةٌ واحِدَة، فرقٌ عظيمٌ من حيثُ الأجْرِ.

وورَدَ أيضًا الوَعيدُ على تارِكِ صَلاةِ الجَماعَةِ ووَصْفُهُ بالنِّفاقِ. قالَ صلى الله عليه وسلم: «أَثْقَلُ الصَّلَوَاتِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ، وَصَلاَةُ الْفَجْرِ» ([1])، قالَ الله في المنافقينَ: ﴿وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ[النساء: 142]، وقال: ﴿وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمۡ كَٰرِهُونَ [التوبة: 54].

وَهَمَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بتحرِيقِ بيوتِ المُتخلِّفينَ عَن الصَّلاةِ، وقال: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ فَلاَ صَلاَةَ لَهُ إلاَّ مِنْ عُذْرٍ»، قيل للرَّاوِي: وما العُذرُ؟ قال: «خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ» ([2]).

وقد أوجَبَ اللهُ صَلاةَ الجَماعَةِ في حالة الخَوفِ، قال تعالى: ﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ[النساء: 102] ؛ يعني في حَالَة الخَوفِ:


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (657)، ومسلم رقم (651).

([2] أخرجه: أبو داود رقم (551)، وابن ماجه رقم (793)، والحاكم رقم (894).