وَلَيْسَ
بِمَكْرُوهٍ صَلاَةُ العَجَائِزِ *** الجَمَاعَةَ مَعْنَا بَلْ لِذَاتِ التَّرادِ
وَنَدَبَ
دُعَاءَ المَرْءِ خَلْفَ صَلاَتِهِ *** بِمَا شَاءَ لِلدُّنْيَا
وَلِلدِّينِ فَاجْهَدِ
وَإِيَّاكَ
وَالتَّفْرِيطَ فِي جُمُعَةٍ بِهَا *** قَدْ اخْتَصَّ رَبُّ
العَرْشِ أُمَّةَ أَحْمَدِ
*****
صلاة النِّساءِ في
الجَماعَةِ فيها تَفصيلٌ: المَرأةُ الشَّابَّةُ التي يُخشى منها الفِتنَةُ
الأفْضلُ أنَّها لا تُصلِّي مع الجماعَةِ، أما المَرأةُ الكَبيرَةُ التي ليسَ
منهَا فِتنَةٌ والمُحتشِمَةُ فيُباح لها صلاةُ الجَماعَة.
بعد انتهاء الصلاةِ
يُستحَبُّ الدُّعاءُ، في دُبُر الصَّلاةِ، ودُبرُ الصلاةِ اخْتلفَ العُلماءُ فيه،
هل هو آخِرُ الصَّلاةِ أو بعد الصَّلاةِ، على قولينِ، ولكن الأفضَلَ الدُّعاء في
صُلبِ العِبادَةِ، وعلى أثَرِ العِبادَةِ أيضًا، هذا الدعاء مَظِنَّةُ الإجَابَةِ،
المُهمُّ أنكَ تَجتَهدُ في الدُّعاءِ قبل السَّلامِ وبعد السَّلامِ من الفَريضَةِ،
ولكن لا تَرفَع يديكَ مثل ما يَفعلُ بَعضُ الجُهَّالِ في رفع اليدينِ بعدَ
الفَريضَةِ لأنَّه بِدعَةٌ، إنما تَدعو بِدونِ رَفعِ يَديكَ، أما رفعُ اليَدينِ في
الدُّعاءِ بعد النَّافلَةِ فلا بأسَ.
من هنا إلى آخر
البابِ كُلُّه في صَلاةِ الجُمُعةِ وآدابِها، وصَلاةُ الجمُعَةِ صلاةٌ عظيمَةٌ،
خصَّ اللهُ بها هذه الأُمَّة مِن بَينِ الأمَمِ، كما وردَ في الأحاديثِ، واللهُ جل
وعلا جعل للأمَمِ يَومًا يتفرَّغونَ فيه للعِبادَة والصَّلاة، فاختار اليهودُ يومَ
السَّبتِ، واختار النَّصارَى يومَ الأحَدِ، ولذلك اليهودُ يُعطِّلون يومَ
السَّبتِ، والنصارى يُعطِّلون يَومَ الأَحدِ؛ لأنَّه وَقتُ صلاتِهم، وجاء الله
بهذه الأمَّةِ واختارَ لها يومَ الجُمُعةِ؛ لأنه اليومُ الذي تجمَّعَتْ فيه
الفضائِلُ، فيه خُلقَ آدَمُ، وفيه أُخْرِجَ من الجَنَّةِ، وفيه تقوم السَّاعَةُ،
وفيه ساعةُ الإجابَةِ، فهو يومٌ عظيمٌ، وهو اليوم الذي أكْملَ اللهُ