فَفِي
يَوْمِهَا يُعْطَى المَزِيدُ لِفَائِزٍ *** فَيَنْظُرُهُ مِنْ غَيْرِ
كَيْفٍ فَقَيِّدِ
وَفِي
تَرْكِهَا مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ ثَلاَثَةًً *** يُرَانُ عَلَى
قَلْبِ الغَفُولِ المُبْعَدِ
*****
فيهِ خلقَ
السَّماوات والأرض في سِتَّة أيَّام، أوَّلُها يومُ الأحَدِ، وآخِرُها يومُ
الجُمُعَة، فاكتَمَل الخَلقُ يَومَ الجُمُعَة.
ويومُ السَّبتِ ليسَ
فيهِ خَلقٌ، ولذلك اليَهودُ عَليهِم لعنَةُ اللهِ اختاروهُ ويقولون: إن اللهَ
اسْتراحَ فيهِ بعدَ التَّعبِ، فرَدَّ اللهُ علَيهِم بقوله: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا
ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا
مِن لُّغُوبٖ﴾ [ق: 38]، ﴿مِن لُّغُوبٖ﴾ يعني من تَعَبٍ كما تقوله اليهود، فهم اخْتَاروا يومَ
السَّبتِ؛ لأنَّه بزعْمِهم أنَّ اللهَ استَراحَ فيهِ بعد التعبِ، تعَالَى اللهُ
عمَّا يقُولون.
والنَّصارَى
اخْتارُوا يومَ الأحَدِ؛ لأنه بِدايَةُ الأيَّامِ التي بدأ الخَلقُ فيها، واللهُ
اخْتارَ لهذِهِ الأمَّةِ يومَ الجُمُعةِ الذي هو سَيِّدُ الأيَّامِ، وأفضَلُ
الأَيَّامِ، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم: «مَا حَسَدُونَا عَلَى شَيءٍ
مِثْلَ مَا حَسَدُونَا عَلَى يُوْمِ الجُمُعَةِ الذِي هَدَانَا اللهُ إِلَيْهِ
وَأَضَلَّهُمْ عَنْهُ» ([1])، فهم يحْسُدونَ هذه
الأُمَّةَ على يَومِ الجُمُعَة، وَهو يَومٌ عَظيمٌ.
الجُمُعَةُ هو يومُ
المَزيدِ لأهْلِ الجَنَّةِ، والذي يَجتَمعُون فيهِ ويَزورُونَ الرَّبَّ وَيَرونَهُ
سبحانه وتعالى، ويَكونُ أَقرَبَهم إلى الرَّبِّ في يَومِ المَزيدِ أقْرَبُهم إلى
الإمامِ في صَلاَةِ الجُمُعَةِ.
«مَنْ تَرَكَ ثَلاَثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا فَإِنَّهُ يَخْتِمُ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ»،
([1])أخرجه: أحمد رقم (24508)، والبيهقي رقم (2271).