×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَيُشْرَعُ غُسْلٌ يَوْمَهَا عِنْدَ قَصْدِهَا *** وَطِيبٍ وَتَنْظِيفٍ وَلِبْسِ المُجَدَّدِ

وَتَبْكِيرُ مَاشٍ مُدْنٍ لِإِمَامِهِ *** يُصَلِّي وَيُكْثِرُ مِنْ فُنُونِ التَّعَبُّدِ

*****

كما جاء في الحَديثِ ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» ([2])، فإذا تَرَكَ ثَلاثَ جُمعٍ مُتهاوِنًا خَتمَ اللهُ على قَلبِه، فبعدَ ذَلكَ لا يَقبلُ الحَقَّ ولا يَقبلُ الهُدى، ولا يَصلُ إليهِ نُورٌ.

الجُمُعَةُ لَهَا آدَابٌ:

أولاً: الاغْتسالُ عندما يَذهَبُ لِلصَّلاة ليَتجَمَّلَ، ويُزيلَ الرَّوائحَ والعَرقَ ويتنظَّفَ، ثمَّ يلبَسَ أحسَنَ ثِيابِه، ثم يتَطيَّبَ، ثمَّ يُبكِّرَ إلى الجُمُعَةَ، ويَمشِي ولا يَركَب، ويدنُو من الإمامِ، ولا يُفرِّق بين النَّاس، ولا يتَخَطَّى الرِّقاب، كلُّ هذه من آدابِ الجُمعَة، ولا يتكَلَّم والإمامُ يَخطُب إلاَّ إذا احتاجَ إلى سؤالِ الإمامِ، أو كَلَّمَه الإمامُ فلا بأسَ، أما أنَّه يتكلَّم مع من بجانِبِهِ، أو مع من دَخَلَ، فهذا يُبطِلُ ثَوابَه ويصبح لا جُمُعة له.

كذلكَ مِن سُنَنِ الجُمُعةِ التَّبكِير، قالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الأُْولَى، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً» ([3])، وما الفرقُ بينَ البدَنةِ والبَيضَةِ؟ الفَرق بعيدٌ.


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (1052)، والترمذي رقم (500)، والنسائي رقم (1369)، وأحمد رقم (15498).

([2] أخرجه: مسلم رقم (865).

([3] أخرجه: البخاري رقم (881)، ومسلم رقم (850).