×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَيَدْعُو وَيَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ مُكْثِرًا *** صَلاَةً عَلَى خَيْرِ الأَنَامِ مُحَمَّدِ

*****

كذلك من سُننِ يَومِ الجُمُعةِ قِراءةُ سُورةِ الكَهفِ في يَومِها، جاء في هذا أحاديث، وإن كانتْ لَيستْ بالقَويَّة ولكن يُعضِّدُ بعضُها بعضًا، وكان الصَّحابَة يَعملونَ هذا، يَقرءونَ سُورةَ الكَهف في يوم الجُمُعة.

ومن فَضائلِ يَوم الجُمعَة، الدُّعاءُ؛ لأنَّ: «فِيهِ سَاعَةٌ، لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّهَ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي إلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا سَأَلَ» ([1])، ولقد أخْفَى اللهُ هذه السَّاعةَ في سائِرِ اليَومِ، فلا يَدري في أيِّ ساعَةٍ من اليَومِ فيَجْتَهدُ في الدُّعاء في كُلِّ اليومِ؛ لأجلِ أن يُصادفَ ساعَةَ الإجابَةِ، كما أن ليلَةَ القَدرِ أخفاها اللهُ في رمضان من أجْلِ أن يَجتَهِدَ في كلِّ الشَّهر بالعِبادَة فيكون مدرِكًا لليلَةِ القَدرِ، ومدركًا لقيام رمضانَ كُلِّه، وكذلك هنا يكونُ مُدركًا لساعَةِ الإجابةِ ومُدركًا الدُّعاء في يوم الجُمُعة، وهذا فضلٌ عظيمٌ، وأرجى ما تكونُ عند الإمام أحمَدَ آخِرَ ساعَةٍ من اليَومِ، وعند آخرين أنها من حينِ يَدخلُ الإمامُ إلى أن تُقضى الصَّلاة، وذكروا فيها أقوالاً كثيرة.

كذلكَ من آدابِ يَومِ الجُمُعةِ الإكثارُ من الصَّلاةِ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في ليلةِ الجُمُعةِ ويوم الجُمُعةِ، هذا من حقوقِهِ علينا، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا[الأحزاب: 56]، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (935)، ومسلم رقم (852).