تُغَلَّقُ
أَبْوَابُ الجَحِيمِ إِذَا أَتَى *** وَتُفْتَحُ أَبْوَابُ الجِنَانِ لِسُعَّدِ
ويُرْفَعُ
عَنْ أَهْلِ القُبُورِ عَذَابُهُمْ *** ويُصَفَّدُ فِيهِ كُلُّ
شَيْطانٍ مُعْتَدِ
وَيُبْسَطُ
فِيهِ الرِّزْقُ لِلْخَلْقِ كُلِّهِمْ *** وَيُسَهَّلُ فِيهِ فِعْلُ
كُلِّ تَعَبُّدِ
*****
الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ
الْبَيْتَ» ([1]).
مِنْ فَضائِلِ شَهرِ
رَمضانَ أنَّه تُفتَّحُ فيهِ أبوابُ الجِنانِ؛ وذلِكَ للتَّقرُّبِ إِلَى اللهِ
بالأعمالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي في هذا الشَّهرِ، وتُغَلَّقُ أَبوابُ النِّيرانِ؛
لأَنَّه تَقِلُّ فِيهِ الأعمالُ السَّيِّئَةُ الَّتِي تُوجِبُ النَّارَ.
وَمِنْ فَضائِلِ
شَهرِ رَمضانَ أنَّ اللهَ يُخفِّفُ عَن أَهْلِ القُبورِ عَذابَهُم، ومِن فَضائِلِه
العظيمَةِ أنَّ الشَّيطانَ يُصَفَّدُ فِيهِ عَن أَهلِ الطاعَةِ؛ فَلا يُوَسْوِسُ
لَهُم، ولاَ يَشغَلُهم عَن طاعَةِ اللهِ، وهذا ظاهِرٌ فِي النَّاسِ أَنَّهُم
يَنشَطُونَ فِي شَهرِ رَمضانَ عَلَى تِلاَوَةِ القُرآنِ وعَلَى الصَّدقَةِ وعَلَى
الصَّلاةِ، تَجِدُ عِندَهُم نَشاطًا فِي رَمضانَ أَكْثَرَ مِن غَيرِه؛ لأنَّ
الشَّيطانَ قَد صُفِّدَ عَنهُم، ولم يَتسلَّطْ عليهِم. هذا شيءٌ ظاهِرٌ عَلَى
المُسلمِينَ في شَهرِ رَمضانَ.
مِن فَضائِلِ
رَمضانَ أنَّهُ يَسهُلُ فِيهِ التَّعبُّدَ، تَجِدُ الطَّاعاتِ والعباداتِ سَهلةً
عَلَى النَّاسِ، بِخِلافِ غَيْرِ شَهرِ رَمضانَ، فإنَّ الكَسَلَ يَغلِبُ عَلَى
النَّاسِ، أَمَّا في شَهرِ رَمضانَ فإنَّهُ تَسهُلُ فِيهِ العِباداتُ.
وكذلِكَ مِن فَضائِلِ رَمضانَ أنَّ اللهَ يَجُودُ عَلَى عِبادِهِ بالرِّزقِ والخَيرِ، فهو شَهْرُ بَسْطِ الرِّزْقِ مِنَ اللهِ سبحانه وتعالى عَلَى عِبادِهِ، ولا سِيَّما إذا أَنفَقُوا عَلَى المُحتاجِينَ، وفَطَّرُوا الصَّائِمينَ، فإنَّ الله يَجُودُ عليهم، فَهُو شَهرُ الجُودِ.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (8).