×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

تُزَخْرَفُ جَنَّاتُ النَّعِيمِ وَحُورُهَا *** لأَِهلِ الرِّضَى فِيهِ وَأَهْلِ التَّهَجُّدِ

وَقَدْ خَصَّهُ اللهُ العَظِيمُ بِلَيْلَةٍ *** عَلَى أَلْفِ شَهْرٍ فُضِّلَتْ فَلتَرْصُدِ

فَأَرْغِمْ بِأَنْفِ القَاطِعِ الشَّهْرَ غَفْلَةً *** وَأَعْظِمْ بِأَجْرِ المُخْلِصِ المُتَعَبِّدِ

*****

كَذلِكَ وردَ أَنَّ اللهَ في شَهرِ رَمضانَ يُزيِّنُ كُلَّ يومٍ جَنَّتَهُ فِي شَهرِ رَمضانَ لأجْلِ الصِّيامِ والعبادَةِ.

مِن فَضائِلِ شَهرِ رَمضانَ أَنَّ اللهَ جعلَ فيهِ ليلةَ القَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيرٌ مِن أَلْفِ شَهرٍ، يعنِي: العبادةُ فِيها خَيرٌ مِنَ العِبادَةِ في ألفِ شَهرٍ، يعنِي في ثَلاثٍ وثَمانِينَ سنةً وَزِيادة أَشْهُر. قال تعالى: ﴿لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ [القدر: 3]، وهي في رَمضانَ؛ لأَنَّ اللهَ قال: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ[البقرة: 185] وقال: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ [القدر: 1]، يَعنِي: أَنزلنَاهُ فِي ليلةِ القَدْرِ فِي رَمضانَ، ومَعناهُ: أَنَّهُ ابتدأَ اللهُ الوْحيَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي هَذِه اللَّيلَةِ، وهيَ في شَهرِ رَمضانَ، هذا مِن فَضائِلِ شَهرِ رَمضانَ، أَنَّ اللهَ أنزلَ فيهِ القُرآنَ، يَعنِي: ابتدأَ فيها نُزُول القرآنِ، وثانيًا: أنَّ فِيهِ هَذِه اللَّيلةَ العَظِيمة الَّتِي تَتخَلَّلُ فِي ليالِيهِ، ولا يَعلَمُها إلاَّ اللهُ سبحانه وتعالى، ولكِنَّها مَوجُودَةٌ قَطعًا فِي شَهرِ رَمضانَ. أمَّا إنَّها تُعَيَّنُ في ليلةٍ مُعيَّنةٍ هذا لا يَعرِفُه النَّاسُ؛ مِن أجلِ أنْ يَجتهِدُوا فِي كُلِّ الشَّهرِ؛ لأجلِ أَنْ يَحصُلُوا عَلَى فَضْلِ الشَّهرِ وفَضلِ لَيلةِ القَدْرِ.

مَن حُرِمَ فَضائِلَ هذا الشَّهْرِ العَظِيمِ، وَدخَلَ عليهِ هذا الشَّهرُ، وانْتَهَى، ولَم يَحصُلْ عَلَى شَيءٍ رَغِمَ أَنفُهُ بِالتُّرابِ، كما قالَ جِبريلُ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «رَغِمَ أَنْفِ مَنْ أَدْرَكَهُ شَهْرُ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَمَاتَ، 


الشرح