×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

فَإِنْ شَتَمَ اشْرَعْ قَوْلَهُ أَنَا صَائِمٌ *** لِتَذْكِيرِ نَفْسٍ أَوْ لِوَعْظِ لِمُعْتَدِ

وَمَنْ خَافَ مِنْ جُوعٍ وَمِنْ عَطَشٍ وَمِنْ *** أَذَى شَبْقٍ يُفْطِرْ وَيَقْضِي وَلاَ يَدِي

*****

 صِيامِهِ، ومَع كَونِها مُحرَّمةً مُؤثِمَةً فهي تُؤثِّرُ عَلَى صِيامِهِ. فالصائِمُ آكَدُ مِن غَيرِهِ فِي اجتنابِ المَنهِيَّاتِ.

الإنسانُ يَصُونُ لِسانَهُ عَن السَّبِّ والشَّتْمِ، وإنْ سابَّه أحَدٌ أَو شاتَمَهُ فَينبغِي له أَنْ لاَ يَرُدَّ عليهِ ولا يَقتَصَّ، بل يقولُ: إِنَّي صَائِمٌ، إِنِّي صائِمٌ. كما جاءَ في الحديثِ «فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ» ([1]) والحِكمَةُ في ذلِكَ - واللهُ أَعلَمُ - مِن أجلِ أَنْ يُبيِّنَ للشَّاتِمِ أَنَّهُ لولا الصِّيامُ لَردَّ عليهِ، ولكِنَّ الصيامَ مَنعَهُ مِنَ الرَّدِّ.

لِتذكيرِ نَفسِكَ أنَّكَ صائِمٌ؛ فلا تَرُدَّ عليهِ، أو لأجلِ تَذكيرِ الشَّاتِمِ بأنْ يَحتَرِمَكَ، وَيَحتَرِمَ الصِّيَامَ، وفِي سَائِرِ الأعمالِ لا يَجُوزُ أَنَّكَ تَقولُ: أَنا كذا.. أَنا صَلَّيتُ.. أَنا تَصدَّقتُ.. ما تَذكُر أَعمالَك، ولكِن في هذه الحالة تَذكُرُ عَملَك، وتَقُولُ: إنِّي صائِمٌ، تُعلِنُ لأجْلِ أَنَّ المَصلحةَ فِي الإعلامِ أَرْجَحُ مِن السُّكوتِ.

مَتى يَجوزُ الإِفطارُ فِي شَهرِ رَمضانَ؟ لِمَن خافَ الهلاكَ إِذا لَم يَشرَبْ، أَوْ جاعَ جُوعًا شَدِيدًا إذا لم يَأكُلْ فإِنَّهُ يَمُوتُ، أو عَطِشَ عطشًا شديدًا إذا لَم يَشرَبْ يَموتُ يَجوزُ له أنْ يَقطعَ الصِّيامَ دفعًا للضَّررِ والخَطرِ عَن نَفسِهِ.

إِذا خافَ مِن خَطرِ الجُوعِ أنَّهُ يَمُوتُ، أو خافَ خَطَرَ العطش أنَّهُ يَموتُ يُفطِرُ، ويَأكلُ، ويَشربُ بِقَدْرِ ما يُبقِي عليهِ حَياتَهُ؛ لأنَّ هذِه


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (1904)، ومسلم رقم (1151).