وَمُتْبِعٌ
شَهْرَ الصَّوْمِ صَوْمًا بِسِتَّةٍ *** جُزْتَ سَنَةً مِن جَامِعٍ
وَمُبَدِّدِ
وَعَامَيْنِ
يُجْزِي صَوْمُ يَوْمِ مَعْرَفِ *** وَعَنْ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِالعَامِ أَسْنِدِ
*****
كَذلِكَ مِن أنواع
صِيامِ التَّطوُّعِ صَومُ السِّتِّ مِن شوَّالٍ، بعد رَمضانَ، قال صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، فَكَأَنَّمَا
صَامَ الدَّهْرَ» ([1]) أيْ: فَكأنَّما
صامَ السَّنَةَ؛ لأنَّ رَمضانَ عَن عَشَرةِ أَشهُرٍ؛ لأنَّ الحسنةَ بِعَشْرِ
أمثالِها، وَسِتَّةُ أَيَّامٍ عَن شَهرَيْنِ، هذه شهورُ السَّنةِ؛ فَيحصُلُ عَلَى
ثوابِ صَوْمِ السَّنةِ كُلِّها بِصَوْمِ رَمضانَ وَسِتَّةِ أيَّامٍ مِن شَوَّالٍ.
سواء صُمْتَها
مُتتابِعَةً أوْ صُمْتَها مُتفَرِّقَةً في الشَّهرِ؛ لأنَّ الرسولَ صلى الله عليه
وسلم لَم يُشرِّعِ المُتابَعَةَ، ولَم يُشرِّعِ التَّفرِيقَ؛ بل أَطلقَ صِيامَ
سِتَّةِ أيَّامٍ مِن شوَّال يَشمَلُ مَن يَصُومُها مُتتابعَةً، ويَشملُ مَنْ
يَصُومُها مُتفرِّقَةً فِي الشَّهرِ؛ تَوسِعَةً عَلَى النَّاسِ.
كَذلِكَ مِمَّا يُستحَبُّ صِيامهُ صَومُ يَومِ عَرفَةَ لِغَيرِ الحاجِّ، وهو يُكفِّرُ سَنتينِ، كما قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: السَّنَةَ الماضِيَةَ وَالسَّنَةَ المُسْتَقْبَلَةَ ([2])، هذا فضلٌ عظيمٌ؛ لأنَّ يومَ عَرفةَ يَومٌ عَظِيمٌ، فإذا صامَهُ المُسلِمُ في غَيرِ حالةِ الحجِّ حصل عَلَى هذا الثَّوابِ، يكتبُ الله لهُ تَكفِيَر سَنتَيْنِ. يعنِي: مِن الصَّغائِر، والكبائرُ لا تُكفَّرُ إلاَّ بالتَّوبَةِ، هذا صَوْمُ يَوْمِ عَرفةَ. وَصَومُ يَومِ عاشُوراءَ يُكفِّرُ السَّنةَ الماضِيَةَ ([3])، يُكفِّرُ سَنةً واحدةً، وهو اليومُ العاشِرُ مِن شَهرِ الله المُحَرَّم، فَصومُهُ يُكَفِّرُ سَنةً واحدةً. أما الحاجُّ:
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1164).