يُسَنُّ
وَفِي الحاجَاتِ أَوْ شَهْرِ صَوْمِهِمْ *** وَللجارِ
وَالقُرْبَى وَأَنْ يُؤْذَ أَكِّدِ
وَيَأْثَمُ
فِي إِضْرَارِ نَفْسِ وَعَيْلَةٍ *** وَمَطْلِ غَرِيمٍ فِي التَّقَاضِي مُلَدَّدِ
وَإِنْ
تَكُ ذَا صَبْرٍ وَحُسْنِ تَوَكُّلٍ *** وَتَرْكِ سُؤَالٍ
بِالجَمِيعِ أَنْ تَشَا جَدِ
*****
هذا بَيانٌ للحالاتِ
الَّتِي تَتأَكَّدُ فِيها صَدقَةُ التَّطوُّعِ:
أَوَّلاً: وَقْتُ الحاجَةِ،
هَذا تَتأكَّدُ فِيهِ الصَّدَقَةُ، وأَجرُها أَعظَمُ.
الثَّانِي: الوَقتُ الفاضِلُ،
وهو شَهْرُ الصَّومِ وَشَهرُ رَمَضانَ؛ لأنَّهُ شَهرُ البِرِّ وَالإِحسانِ والمُواساةِ،
والصَّدَقَةُ فِيهِ تُضاعَفُ عَلَى الصَّدَقَةِ فِي غَيرِهِ.
الثَّالِث: الجارُ إِذا كانَ
مُحتاجًا؛ فَالصَّدقَةُ عليه أَفضلُ مِنَ الصَّدقَةِ عَلَى البَعِيدِ.
الرَّابِع: القُرْبَى -
المُحتاجِينَ - أَوْلَى مِنْ غَيرِهم في صَدَقَةِ الفَرْضِ وَصَدَقَةِ التَّطَوُّعِ.
يَحرُمُ عَلَى
الإنسانِ أنَّهُ يُضيِّقُ عَلَى نَفسِه، وَيُضيِّقُ عَلَى أَولادِهِ،
وَيَتصَدَّقُ؛ لأنَّهُ تَركَ واجبًا، وَذهبَ إِلَى مُستحَبٍّ، وكذلِكَ إذا كانَ
عَليهِ دَيْنٌ، فإِنَّ تَسدِيدَهُ للدَّيْنِ أوْلَى مِنَ التَّصدُّقِ.
هَذا فِي الإيثارِ،
قال تعالى: ﴿وَيُؤۡثِرُونَ
عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ﴾ [الحشر: 9]،
والإِيثارُ له شُروطٌ:
أولاً: أنْ يكونَ عِندَهُ
صَبرٌ عَلَى الحاجَةِ والجُوعِ، فَيُؤثِرُ عَلَى نَفسِه، أَمَّا إذا لَم يَكُن
عِندَهُ صَبرٌ فَلا يَحمِل نَفسَهُ عَلَى عَدَمِ الصَّبرِ.
الشَّرط الثَّانِي: أنْ يَكُونَ
عِندَهُ تَوكُّلٌ عَلَى اللهِ، بِأنَّهُ يُخلِفُ عليهِ خَيْرًا مِمَّا دَفَعَ،
أَمَّا إِنْ كانَ تَوكُّلُهُ عَلَى اللهِ ضَعِيفًا، فَلا يُؤثِرُ عَلَى نَفسِهِ
لِيَقَعَ فِي الإِثْمِ.