وَنَادِ
بِقَلْبٍ خَاشِعٍ مُتَضَرِّعًا *** بِمَا شِئْتَ مِن كُلِّ الدُّعَا غَيْرَ مُعْتَدِ
وَسَلْهُ
قَبُولَ الحَجِّ وَالعَفْوَ وَادْعُهُ *** وَكَبِّرْ وَهَلِّلْ فِي
مُحَاذَاةِ أَسْوَدِ
وَنَدْبٌ
لَهُ أَنْ يَدْخُلَ البَيْتَ حَافِيا *** ويُكْثِرَ مِنْ نَفْلٍ بِهِ
وَتَعَبُّدِ
وَيَرْمُقُهُ
مَا اسْطاعَ ثُمَّ بِطَرْفِهِ *** ويُكْثِرُ فِعْلَ الاعْتِمَارِ وَيُجْهَدِ
*****
إذا دَخلتَ
المَسجِدَ الحَرامَ تُقَدِّمُ رِجْلَكَ اليُمْنَى، وتَقولُ: بِسم اللهِ. أعوذُ
باللهِ العظيمِ وبِوَجهِهِ الكَريمِ وبِسُلطانِهِ القَدِيمِ مِنَ الشَّيطانِ
الرَّجِيمِ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنوبِي، وافْتَحْ لِي أَبوابَ رَحمَتِكَ،
وَتدعُو بِما تَيسَّرَ.
إذا حاذَيْتَ
الحَجَرَ الأَسوَدَ فِي الطَّوافِ فإنَّكَ تَستقبِلُه ثُمَّ تَرفَعُ يَدكَ
مُكبِّرًا، وَتبدَأُ الطَّوافَ. هذا ثبتَ فِي الصَّحِيحِ، بَلْ إِنْ تَمكَّنْتَ
مِن اسْتِلامِهِ وَتَقبِيلِه فَهُو أَفضَلُ، وَإِنْ لَمْ تَتمَكَّنْ مِن تَقبِيلهِ
فَإنَّك تَستَلِمُهُ بِيَدِكَ، وتُقَبِّلُ يَدكَ، فَإِنْ لَمْ تَتمكَّنْ مِن
استلامِهِ بِيَدِكَ فإنَّك تَستلِمُهُ بِعَصَا، ولا تُقَبِّلِ العَصا، فإنْ لم
تَتمَكَّنْ مِن اسْتِلامِهِ فإِنَّكَ تُشِيرُ إِليهِ، وتُكَبِّرُ.
دُخول الكعْبةِ
لِمَنْ تَيسَّرَ له مُستحَبٌّ، ويُصلِّي فِيها نافِلةً، كما فعلَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم عامَ الفَتحِ؛ فإنَّهُ دَخلَ الكعبةَ المُشرَّفةَ، وَأزالَ ما
فِيها مِنَ الصُّوَرِ، وغَسَلَها، ثُمَّ إِنَّهُ صلى الله عليه وسلم صلَّى
رَكعتَيْنِ، فَيُسَنُّ لِمَنْ تَمكَّنَ مِن دُخولِ الكَعبةِ أَنْ يُصلِّيَ فِيها
رَكعتيْنِ نافِلةً. أمَّا الفَرِيضةُ فَلا تُصَلَّى داخِلَ الكعبةِ؛ لأَنَّ اللهَ
أمرَ باستقبالِهَا، فَلا تُصلَّى الفرِيضَةُ بِداخِلِها.
يَقُولونَ: إِنَّ
النَّظرَ إِلَى الكعبةِ عِبادَةٌ، وهذا لا دَلِيلَ عَليهِ، وهو ما أشارَ إليه هُنا
بأنْ يَرمُقَها، وَينظُرَ إليْهَا، فلا شَكَّ أنَّ لها فَضْلاً عظيمًا، ولكن نَحنُ
نَعمَلُ ما أُمِرنا به، وشُرِعَ لنا، ولمْ يأتِ أَنَّ النَّظرَ