×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَصَلِّ عَلَى خَيْرِ النَّبِيِّينَ كُلَّمَا *** دَعَوْتَ يَكُنْ أَحْرَى لِتَحْصِيلِ مَقْصِدِ

وَبَعْدَ فَرَاغِ الحَجِّ فَانْوِ زِيَارَةً *** لِخَيْرِ البَرَايَا مَعَ ضَجِيعَيْهِ فَاقْصِدِ

*****

ولا يذكُرون الآخرة: ﴿فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖ خلاقٌ: يعني نَصيبٌ: ﴿وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ؛ تجمع في دعائِكَ بين أمورِ الدُّنيا وأمورِ الآخِرَة.

من أسبابِ قَبولِ الدُّعاءِ، الثَّناءُ على اللهِ في أوَّلِهِ، والصَّلاةُ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في آخِرِهِ، فإذا أرَدتَ أن تَدعُو اللهَ فإنَّك تُثنِي عليهِ وتَحمدُه في البِدايَةِ، ثُمَّ تَذكر حاجتَكَ، ثم تُصَلِّي على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في النِّهايَةِ، هذا من أسباب الإجابة.

زيارَةُ المَسجدِ النَّبوِيِّ مَشروعةٌ، والصلاةُ فيه بألْفِ صلاةٍ فيما سِواه من المَساجِدِ إلاَّ المَسجِدَ الحَرامَ، فالصَّلاةُ فيه بمائة ألْفِ صَلاةٍ، هذا مما يَدُلُّ على أن مَكَّةَ أفْضلُ من المَدينَةِ، فزيارَةُ المَسجدِ النَّبوِيِّ مشروعةٌ دائمًا، ولا علاقَةَ لها بالحَجِّ سواءً زُرتَه بعد الحَجِّ أو قبل الحَجِّ، أو في أيِّ أيَّام السَّنةِ، فهو فضيلَةٌ مستقِلَّةٌ عن الحَجِّ.

قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ» ([1])؛ يعني لا تُشدُّ إلى بُقعَةٍ لأجْلِ العِبادَةِ فيها إلاَّ إلى ثَلاثَةِ مَساجِد: «المَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الأَْقْصَى»، وما عداها لا يُسافر إليه للعِبادَةِ في أيِّ مسجِدٍ من المساجِدِ أو بُقعَةٍ من البِقاعِ فهذا بدعَةٌ.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (1189)، ومسلم رقم (1397).