×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَيُكْرَهُ مَسُّ القَبْرِ يَا صَاحِ مُطْلَقًا *** وَقُمْ قِبَلَهُ وَالمِنْبَرُ اليُسْرَةَ احْدُدِ

وَصَلِّ وَسَلِّمْ فِي حَرِيمِ ضَرِيحِهِ *** عَلَيْهِمْ وَسَلْ مُسْتَشْفِعًا بِمُحَمَّدِ

*****

يُكْرَهُ؛ يعني يَحرُمُ مَسُّ القبرِ والتَّمسُّحُ بجدْرَانِه والشِّباكِ كما يفعلُه المُخرِّفونَ يَتمسَّحونَ بالجُدرانِ وبالشَّبابيكِ، أما القَبرُ فلا يصِلونَ إليهِ وللهِ الحَمد؛ لأنَّ القَبرَ مَحفوظٌ.

وقوله: «وَقُمْ قِبَلَهُ»؛ يعني عند السَّلامِ تَقومُ مُقابلاً لوجْهِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم كما تُسلِّم على الحَيِّ، فالسَّلامُ على المَيِّت مِثلُ السَّلام على الحَيِّ تقوم مُواجهًا له وتُسلِّم عليه، وهذا في حَقِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وغيرِه من الأمواتِ، تَجعَلُ الكَعبَة خلفَ ظَهرِك وتَستقْبِلُ وجهَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وتُسلِّمُ عليه، ثم تَستقْبِل وَجهَ أبي بَكرٍ وتُسلِّم عليه، ثم تسْتَقبِل وجْهَ عُمرَ وتُسلِّم عليه، ثم تَنصَرف، فعندَ السَّلام تَستقْبِل القُبورَ، وتسَلِّمُ على أصْحابها، وإذا انْتهى السَّلام وأردْتَ الدُّعاء تَنصرِف وتَبعُد عن القَبرِ وتدعو اللهَ بما شِئتَ في المسجِدِ، لا تدعو عندَ القَبر؛ لأن هذا وَسيلَةٌ لدعائِه من دونِ الله، وهذا شِركٌ.

«وَالمِنْبَرُ اليُسْرَةَ احْدُدِ»؛ يعني اجْعلْ مِنبرَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم عن يَسارِك، إذا اسْتقبَلتَ القَبرَ صارَ المِنبرُ على يَسارِك؛ لأن هذا هو الذي يُبين لك كيف تَستَقبِلُ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم.

الدُّعاءُ عندَ القَبرِ والاسْتشفاعُ بالرَّسولِ صلى الله عليه وسلم غلطٌ، وإذا أردْتَ أن تَدعُو فَمكانُ الدُّعاءِ هو المَسجِد، ولا يكون عند القَبرِ، لا قَبرَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم ولا قَبرَ غَيرِه، لا يكونُ الدُّعاءُ عندَ القُبورِ؛ لأنَّ هذا وَسيلَةٌ من وسائِلِ الشِّركِ، كما أنَّ الصَّلاةَ لا تجوزُ عند القُبورِ؛ لأنَّها وَسيلَةٌ


الشرح