عَلَيْهِ
صَلاَةُ اللهِ ثُمَّ سَلاَمُهُ *** وَأَصْحَابُهُ وَالآلُ مِنْ كُلِّ أَمْجَدِ
وَإِنَّ
جِهَادَ الكُفْرِ فَرْضُ كِفَايَةٍ *** وَيَفْضُلُ بَعْدَ الفَرْضِ
كُلَّ تَعَبُّدِ
*****
من وسائِلِ الشِّركِ، والصَّدقَةُ لا تَجوزُ
عِند القُبورِ؛ لأنَّها وَسيلَةٌ من وسائِلِ الشِّركِ، الذي يُريدُ العِبادَة
يَعبدُ اللهَ بعيدًا عن القُبورِ؛ لأنَّها إذا فُعلَت هذه الأشْياءُ عند القُبورِ
تَدرَّجَ الناسُ إلى دُعاءِ القُبورِ والذَّبحِ لها، كما حصل من القُبورِيين
اليومَ، فَسدًّا للذَّريعَةِ لا يُفعل عند القبرِ إلاَّ السَّلامُ على المَيتِ
فقط، والدُّعاءُ له؛ لأنه بحاجَةٍ إلى الدُّعاءِ، أمَّا أنك تدعو الله لِنفسِك عند
القَبر فهذا لا يَجوزُ.
الصَّلاةُ على
النِّبيِّ صلى الله عليه وسلم وعلى آلِهِ - وهم قَرابَتُه - والصَّحابَة عُمومًا
هذا أمرٌ مشروعٌ، نقول: صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وأصْحابِه وسَلَّم تَسليمًا
كثيرًا. فذِكرُهم معه في الصَّلاةِ والسَّلام هذا أمرٌ مشروعٌ، كما هو في
التَّشهُّد الأخيرِ في الصَّلاة، تُصلِّي على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله.
لما انتهى مِن
الحَجِّ، دخلَ في بَيانِ أحكامِ الجهادِ، والجِهادُ: هو بَذلُ الجَهدِ والوِسعِ في
قتالِ الكفَّارِ؛ لأجْلِ إعلاءِ كَلمَةِ اللهِ وإزالَةِ الشِّركِ من الأرضِ،
والجِهادُ عَدَّه بعضُ العلماءِ ركنًا سادسًا من أركانِ الإسلامِ لقوله صلى الله
عليه وسلم: «رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذِرْوَةُ
سَنَامِهِ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ([1])؛ لأنَّ الدِّينَ
ينتشِرُ بأمرين:
الأمرُ الأوَّلُ: الدَّعوةُ إلى الله عز وجل لمن يُريدُ الخَيرَ ويُريدُ أن يُبين له الطَّريقَ، بأن تتاحَ له الفُرصَةُ ويزولُ عنه الجَهلُ، هذا تكفيهِ الدَّعوَةُ، أما المُعانِدُ بعد الدَّعوَة إذا أبى أن يَقبَل الدَّعوَة وأصَرَّ على الشِّركِ فهذا
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2616)، وابن ماجه رقم (3973)، وأحمد رقم (22016).