وَمَنْ
يَبْغِ نَفْسَ المَرْءِ أَوْ مَالَهُ أَوِ الـ *** ـحَرِيمَ
بَهِيْمٍ أَوْ فَتَى طَالِبَ الرَّدِ
فَأَوْجِبْ
دِفَاعًا عَنْ حَرِيمِ المُطِيقِ لاَ *** عَنِ المَالِ
وَالقَوْلَيْنِ فِي النَّفْسِ أَوْرِدِ
*****
ويؤمِّره على الجيش،
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، إما أن يغزوَ بِنفْسِهِ، وإما أن يؤَمِّر
أميرًا على الجيش أو السَّرِيَّةِ.
وليس الجهاد فوضى
كلُّ مَن يُريد يأخُذُ سِلاحَه ويضْربُ ويَقتُل بدونِ أن يكونَ مع المُجاهِدين في
سَبيلِ الله ومع جُندِ المُسلِمين، فينبغي أن يُعرف هذا؛ لأنه في هذا الوَقت
ظَهرَت جَماعاتٌ مخَرِّبةٌ مفْسدَةٌ تسفك الدماء وتخرِّبُ الدِّيار وتغدر في
العهود وتقول: نحن مُجاهدونَ في سَبيلِ الله، هذا الإجرام في سَبيلِ الشَّيطان
وليس في سبيل الله عز وجل.
فالجهادُ لا بُدَّ
أن يكون تحت رايةٍ إسْلامِيَّة، وتحت قيادة ولي الأمْرِ أو نائبه، ولا يجوز
للمُسلِمين أن يغزوا بدون إذن ولي الأمرِ إلاَّ في حَالَةٍ واحدَةٍ، إذا دَهَمهم
عدوٌّ يَخشونَ كَلبَه، ولا يستطيعون مُراجَعَة ولِيِّ الأمر لبُعدِه، والعدو
داهمهم، فهنا يُقاتلون؛ لأن هذا ضَرورَةٌ.
لما انتهى الكَلام
في الجِهاد انتَقَل إلى الكَلامِ في حُكمِ دفعِ الصَّائل.
الصَّائلُ الذي
يصولُ على الإنسانِ يُريدُ نَفسَه، أو يُريدُ أخْذَ مَاله، أو يُريدُ الفُجورَ
بأهْله؛ فإنَّه تَجبُ مُدافَعَتُه عن الحُرمَةِ، وأما النَّفسُ والمَالُ فهذا
سيأتي التَّفصيلُ فيه.
الدفاع عن الحُرمَةِ
وعن العِرضِ واجِبٌ، ولا يَجوزُ الاسْتسلامُ، فمن قَتلَ الصَّائلَ فهو هَدرٌ، وإن
قُتل المَصولَ عليهِ فَهو شَهيدٌ، وأما عن النَّفسِ فعلى قَولينِ لأهْلِ العِلم؛
هل يجبُ عليه أن