وبعض الكُتَّاب
الجَهلَة من المسلمين قد انطلتْ عليهم هذهِ الشُّبهَة الكُفريَّةُ، وصاروا يُنكرون
الرِّقَّ ويقولون: إن الإسْلام لَم يُقرُّه إلاَّ من باب التَّدرج لمَنعِه، وهذا
الكلامُ البَاطلُ يخالف ما ذكرَهُ الله في كتابِه من مِلكِ اليَمينِ، فَسمَّاه
مِلكًا وأباح بَيعَ المَملوكِ وشِراءَه والتَّسرِّي بالمَملوكَة، فقال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ
لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٢٩ إِلَّا
عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ
مَلُومِينَ﴾ [المعارج: 29- 30] فجعل جماعَ المَملوكَة مُساويًا
لجماعِ الزَّوجة في الإباحة وحِفظِ الفَرج، وقد تَسرَّى صلى الله عليه وسلم.
وهؤلاء الكَفرَة الذين ينكرون الرِّقَّ الشَّرعيَّ لا يَستنكِرون اسْترقاقَ
الشُّعوب، ونهبَ ثَرواتهم، وحبْسَ حُرِّيَّاتِهم الإنسانِيَّة ظلمًا وعدوانًا.
«وَخَيْرُهُ عَبِيدٌ»؛ وخيرُ العِتقِ ما
كان قَويًّا من العَبيدِ وَذا صَلاحٍ، فإذا اختارَ عَبدًا قويًّا يكتسبُ لنفسِه،
وصالحٌ في دينه، وأعتَقَه فهذا أفضلُ أنواع العَتيق.
وإعتاقُ الذَّكر
أفضَلُ من إعتاقِ الأنْثى، وإعتاقُ الصَّحيحِ الشَّابِّ أفضلُ من إعتاقِ المَريضِ
أو كبيرِ السِّنِّ الذي لا يستطيع أن يكتَسِبَ لنفسِهِ، أو الفاسِقِ الذي يُفسدُ،
هذا يكون عتقُه ضَررًا، فإذا أردت أن تُعتق فاختر عبدًا قويًّا يقدر على
الاكتِسابِ، وعبدًا صالحًا يكونُ في عِتقهِ خَيرٌ ويتفرغ لعبادةِ اللهِ عز وجل،
ويكون لك أجرُ العِتقِ، ومن أعتَقَ رقبَةً فإن الله يُعتقُه بها من النَّارِ،
بكلِّ عضوٍ من أعضاء العَتيق، يُعتق اللهُ به عضوًا من أعضاءِ المُعتِقِ من
النَّار يوم القيامة.
وقوله: «وَعَنْهُ بَلْ
إِمَاءٌ لِخَرْدِ»؛ أي عن الإمام أحمَدَ أنَّ إعتاقَ الإماءِ