×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

حَقِيقٌ بِأَنْ تَسْعَى لِعِتْقِ مُعَبَّدٍ *** لِتُعْتَقَ مِنْ نَارِ الجَحِيمِ وَتَقْتَدِي

وَنَدْبٌ بِلاَ خِلْفٍ عِتَاقَةَ دَيِّنٍ *** قَوِيٍّ لَهُ كَسْبٌ أَمِينِ التَّفَرُّدِ

فَلاَ تَكُ جَمَّاعًا مَنُوعًا مُكَاثِرًا *** وَسَارِعْ لِبَذْلِ المَالِ فِي الفَرْضِ وَابْتَدِي

*****

 أفضَلُ من إعتاقِ العَبيدِ؛ لضعفِ النِّساءِ عن العَملِ والخِدمَة ونقلِ المِلكِ بين المالكين.

فينبغِي لكَ أن تُعتِقَ العَبيدَ لأَِجلِ أنْ يُعتقَكَ اللهُ من نارِ الجَحيمِ، كما في الحَديثِ: أَنَّ «مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا فَإِنَّ الله يُعْتِقُهُ بِهِ مِنَ النَّارِ» ([1])، وتقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُعتقُ ويَحثُّ على العِتقِ.

كما سبق أن إعتاقَ الدَّيِّنِ أفضلُ من إعتاق المُتساهِلِ في دِينهِ، وكذلك إعتاقُ من له كَسبٌ ويستطيعُ أن يَكتسِبَ أفضلُ من إعتاقِ العاجِزِ عن الكَسبِ الذي يصبِحُ عالَةً على الناس.

هذا تحذيرٌ من كونِ الإنْسانِ يَجمعُ المالَ ولا يَستفيدُ منه لآخِرَتِه، والله جل وعلا يقول: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا ١٩ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعٗا ٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا [المعارج: 19- 21]، يمنَعُ ولا يَتصدَّقُ من مالهِ، فهذا لا يستَفِيدُ من مَالِه إلاَّ الحسَابَ يَومَ القِيامَة لأنه يُحاسبُ عليهِ، فالذي يجْمعُ المالَ للتَّكاثُرِ فقط لِتضخُّم ثَروتِه، هذا لا يحصل لنَفسِه خَيرًا، وإنما يُحمِّلها تكاليف يُحاسَب عنها يوم القيامة.


الشرح

([1] أخرجه: بمعناه البخاري رقم (2517).