×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

عند النَّاس، يُبغضِونَه ويكرهونَه، بخلاف المُتصدِّق فإن الناسَ يُحبُّونه ويُثنون عليهِ ويدعون لَه، فهو محبوبٌ عند الله وعند خَلقِه؛ ولهذا قال: ﴿يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِۗ الصدقَةُ يضاعفها اللهُ لصاحبِها ويبارك في مالِه، وأما الرِّبا فإنه ممحوقٌ وليس لصاحبه أجرٌ عند اللهِ بل عليه الإثم العظيم.

واللهُ جل وعلا ذكر آيات الصَّدقاتِ إلى جانب آيات الرِّبا كما في آخِرِ «سورة البقرة» بعد آيات الرِّبا قال: ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةٖ مِّاْئَةُ حَبَّةٖۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 261]. إلى آخِرِ الآيات. وفي أكْثَر من مَوضِع من القُرآنِ يَذكر الرِّبا ويَذكرُ قبلَه أو بَعده الصَّدقاتِ؛ لبيان الفرق بينهما.

فالمُرابي مُسيءٌ إلى المُجتمَعِ يَمتصُّ دماءَ الفُقراءِ والمُحتاجينَ، ويأكلُ الثَّرواتِ، فهو يأخُذُ ولا يُعطي، والمُتصدِّق يُعطِي ولا يَأخُذ، يُعطي الفقراء والمُحتاجينَ وينفَعُ المجتمَعَ الذي يعيشُ فيه، فهو يُعطِي.

الصَّدقاتُ عَطاءُ بذلٍ وإحسانٍ إلى الناس، وأما الرِّبا فهو أخْذٌ واستهلاكٌ ولا ينتج منه فائدةٌ لا لصاحِبه ولا للمُجتَمع. ففرق بين الرِّبا والصَّدقة: ﴿يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ [البقرة: 276]. ﴿وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن زَكَوٰةٖ تُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ [الروم: 39].؛ فقارِنْ بين هذا وهذا تَرى الفَرقَ العَظيمَ.


الشرح