وَآَكِلُهُ
مَعَ مُوكِلٍ مَعَ كَاتِبٍ *** فَقَدْ جَاءَ فِيهِ لَعْنُهُمْ مَعَ شُهَّدِ
وَإِنْ
تَقْتَرِضْ شَيْئًا فَنَدْبٌ مُضَاعَفٌ *** كَمِثْلَيْنِ إلاَّ خَمْسَ
بَذْلِ التَّجَوُّدِ
*****
هذا مضمونُ
الحدِيثِ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ الله آكِلَ الرِّبَا،
وَمُوكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ» ([1]).
كونُك تُقرضُ
المُحتاجَ أحْسنُ من كَونِك تُعطيهِ بالرِّبا؛ لأنَّه لا يَضيعُ لكَ شَيءٌ،
المُقترضُ منكَ يُرجِعُ إليك مالَك، يَستَفيدُ منه المُحتاجُ ثُمَّ يردُّ عليكَ
مالَك مع الأجْرِ والثَّوابِ من اللهِ عز وجل.
وجاء في الحدِيثِ
أنَّ القرضَ كصَدقَةٍ مَرَّتين، المَبلغُ الذي تُقرِضه كأنَّك تَصدَّقت به
مرَّتين، فلكَ أجرُ الصَّدقة مَرَّتين، هذا معنى كلام الناظم.
والقرضُ: معناه أن
تَدفَع مالاً لمن يَنتَفِع به ويَردُّ بدَلَه، وهو مستحَبٌّ وفيه فضلٌ عظيم.
وقوله: «كَمِثْلَيْنِ»؛
يعني كالصَّدقَةِ مَرَّتين.
«إِلاَّ خَمْسَ
بَذْلِ التَّجَوُّدِ»؛ الظاهرُ أنه يَقصِد أنَّ الصَّدقَة أفْضَلُ من
القَرضِ، القَرضُ فيه فَضلٌ، ويرجع إليك مالُك، أما الصَّدقَة فهي أفضَلُ؛ لأنه
يَرجِع إليكَ الأجْرُ فقط.
لعل هذا معنى قوله: «إِلاَّ خَمْسَ بَذْلِ التَّجَوُّدِ»؛ كَونُكَ تَجودُ وتُعطيه صَدقَة أو تَبرُّع أحسن من القَرضِ، والقَرضُ فيه خيرٌ أيضًا.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1597).