لَهُ
وَثَبَاتٌ فِي اكْتِسَابِ حُطَامِـهِ *** وَلَوْ مَلَكَ الطُّوفَانَ
لَمْ يُسْقَ مِنْ صَدِي
تَعَالَى
الكَرِيمُ اللهُ عَنْ أَنْ يُرَى لَهُ *** وَلِيٌّ بَخِيلٌ قَابِضُ
الكَفِّ وَاليَدِ
فَشَرُّ
خِلاَلِ المَرْءِ حِرْصٌ وَبُخْلُهُ *** مِنَ اللهِ يُقْصِيهِ فَيَا
وَيْلَ مُبْعَدِ
وَإِنَّ
كَرِيمَ النَّاسِ فِيهِمْ مُحَبَّبٌ *** قَرِيبٌ مِنَ الحُسْنَى
بَعِيدٌ مِنَ الرَّدِي
يُغَطِّي
عُيُوبَ المَرْءِ فِي النَّاسِ جُودُهُ *** وَيُخْمِلُ ذِكْرَ
النَّابِهِ البُخْلُ فَابْعِدِ
*****
تُقى. والأموال فتنَةٌ قَلَّ من ينجَحُ فيها.
هذا كلُّه وَصفٌ
للخائِنِ والبَخيلِ، أنَّه مهما أُعطيَ من المالِ فإنَّه لا يَقنَع بل يُريدُ
الزِّيادَةَ، كما أنه لو عِندَه الطُّوفانُ من الماءِ لم يُروَ «مِنْ صَدِي»؛ يعني
من العَطَشِ، فالذي يجمعُ الدُّنيا مثل الذي يَشرَب ولا يُروَى من الماء، كلَّمَا
زادَ شُربُه زاد عَطشُه، ولو كان عنده الطُّوفانُ يعني الماء الكثير.
فالبخيلُ بَعيدٌ من
اللهِ بعيدٌ من النَّاس بعيدٌ من الجَنَّة، قريبٌ من النَّارِ، وأما الجَوادُ فهو
قريبٌ من اللهِ قريبٌ من النَّاس، بعيدٌ من النَّارِ قريبٌ إلى الجَنَّة، وفرقٌ
بين الجَوادِ والبَخيلِ.
البُخلُ يُقصِي
البَخيلَ عنِ اللهِ جل وعلا، فأبْعدُ النَّاس عن اللهِ البَخيلُ الذي يَبخَلُ
بمالِه.
الكريمُ يُحبُّه
النَّاسُ ويألفونَهُ ويَطمَعُون في خَيرِه، بخلافِ البَخيل فإنَّهم يَبتعِدون عنهُ
ويُبغضونَه؛ لأنه لا خَيرَ فيه لَهم.
حتى لو كان الجوادُ
عِندَه عُيوبٌ فإن الجُودَ يَستُرها ويُغطِّيها، وأما البُخل فإنَّه يُعَرِّي
الإنْسانَ ويظهر عيوبَه عندَ النَّاس.