وَلاَ
تُوعِيَنَّ يُوعَى عَلَيْكَ وَأَنْفِقَنْ *** يُوَسِّعُ
عَلَيْكَ اللهُ رِزْقًا وَتَرْفَدِ
فَلاَ
تَدَعَنَّ بَابًا مِنَ البِرِّ مُغْلِقًا *** تُلاَقِ غَدًا بَابَ
الرِّضَى غَيْرَ مُوصَدِ
وَتَمْلِيكُ
مَالِ المَرْءِ حَالَ حَيَاتِهِ *** بِلاَ عِوَضٍ يُدْعَى هِبَاتِ التَّجَوُّدِ
*****
كما سبق أنَّ من
أنْفقَ أنْفَقَ اللهُ عليهِ، ومن أوْعَى فإنَّ اللهَ يُوعي عَليه، يعني يُمسِك عنه
الرِّزقَ، كما قال صلى الله عليه وسلم: «أَنْفِقْ يُنْفَقُ عَلَيْك» ([1]).
أنفِقْ في وُجوهِ
البِرِّ، لا تَقتَصِر على نَوعٍ واحِدٍ من أجل أنَّك في يوم القيامة تُفتحُ لك
أبوابُ الجَنَّةِ ولا تُوصَد أمامك.
الهِبَةُ هي التَّبرُّعُ بِتملِيكِ مالِهِ غَيرَه بدونِ عِوضٍ، وهي نوعان: هبَةُ تَبرُّعٍ، وهِبَةُ الثَّوابِ، وهي التي يُهدِيها فَيقصِدُ من وَرائها أنْ يُرَدَّ عليه أحْسَنُ، كالذين يهدونَ إلى الملُوكِ والرُّؤساءِ والأغنياء، وضابطُها إن كانت الهَديَّةُ من الأعلى إلى الأدنى فهي هِبَةُ تبرع، وكذلك من المُساوِي، وإن كانت من الأدْنى إلى الأعْلى فهِي هِبةُ ثَواب، وهي في حُكمِ البَيع، وهدية التَّبرُّع فيها فَضلٌ عَظيم، وقد حث النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عليها وقال: «تَهَادُوا تَحَابُّوا» ([2])، قال: «إِنَّهَا تَسِلُّ السَّخِيمَةَ» ([3])، يعني البَغضاء من القَلبِ، فالتَّهادي بين الإخوة له أثرٌ طيبٌ لأنه يزيل البغضَاء ويُورث المَحبَّة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4684).