وَإِنْ
كَانَ يُبْدِي عَوْرَةً لِسِوَاهُمَا *** فَذَلِكَ مَحْظُورٌ
بِغَيْرِ تَرَدُّدِ
وَخَيْرُ
خِلاَلِ المَرْءِ جَمْعًا تَوَسُّطُ الـ *** أُمُورِ وَحَالٌ
بَيْنَ أَرْدَى وَأَجْوَدِ
*****
غير سَاترٍ كما في
الحديث: «نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ» ([1])، يعني يَلبَسْنَ
لِباسًا لا يَستُر.
إلا أن المرْأَةَ
تَلبسُ عِند زَوجِها اللِّباسَ الرَّقيق الذي لا يخفي ما وَراءه، وكذلك
المَملُوكَةُ تلبسُه عند سَيِّدها؛ لأن لِسيِّدِها أن يَتسرَّى بها.
إِنْ كَانَ
الشَّفافُ يُبدِي العَورَة فهذا مَحظورٌ؛ أي محرَّمٌ، «لِغَيْرِهِمَا»؛ يعني
لِغيرِ الزَّوجِ والسَّيدِ، «بِغَيْرِ تَرَدُّدِ»؛ يعني بغير شَكٍّ في تَحريمِه.
فاللاتي يَظهَرنَ بألْبِسَةٍ شَفافَةٍ لا تَستُر أو ألبِسَةٍ قَصيرَة، أو سافرات
الشُّعور والوجوهِ والأيدِي والأرْجُل، هؤلاء يفعَلْنَ حَرامًا.
خيرُ اللِّباسِ ما كان مُتوسِّطًا، لا تلبس الفَاخِر لأنَّ هذا فيه إسرافُ وفيه مَخِيلَةٌ، ولا تَلبَسِ الرَّدِي الخَلِق المُتَمَزِّقَ، أو النَّوع الرَّدِي من الأقْمِشَة وأنت قد أغناكَ الله لأن هذا كُفرٌ للنِّعمَة، البَسِ المُتوسِّطَ الجَميلَ، «اللهُ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ»، وإذا أنعم الله نِعْمَةً عَلى عبدِه أحبَّ أن يَرى أثَرَها عليه، فيتوسَّطُ المُسلمُ، لا يلبسُ الفَاخرَ الغَالي الثَّمن؛ لأن هذا فيه إسرافٌ، ولا يلبسُ الرَّدي لأن هذا فيه كفرانٌ للنِّعمَة، فيلبس المتوسِّطَ، وخير الأمور أوسَطُها في كل شيء، في اللِّباس وفي غيره: ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمۡ يُسۡرِفُواْ وَلَمۡ يَقۡتُرُواْ وَكَانَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ قَوَامٗا﴾ [الفرقان: 67]، هذا هو الاعتدال، والوَسطِيَّة في كل شيءٍ مَطلوبة.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2128).