×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

كما في وقتنا الحاضِر، وكما تعلَمون ما يُنادي به الكَفرَة والفسقَةُ وشياطين الإنْسِ والجن من تعرِّي النِّساءِ، يقولون هذه حرية المرأة، هذه حقوق المرأة، حقوقُ المرأةِ عِندَهم أنها تَتعرَّى وأنها تخالِطُ الرجالَ، وأنها تُسافِرُ بدون محرم، وأنها تَخلو مع الرَّجلِ، يقولون أنتم تُسيئونَ الظَّنَّ بالناس، ومعنى هذا أنَّ ما في الكِتابِ والسُّنَّةِ من الأوامر سُوءُ ظَنٍّ من الله ومن رسوله صلى الله عليه وسلم بالنَّاس، فيقولون تُسيئون الظَّنَّ بالناس، الأصل الثِّقةُ وأنتم عندكم غلُوٌّ وتطرُّفٌ، لماذا تَحجُرونَ على النَّاس، لماذا تأمرون بالحِجابِ، لماذا تَمنعون المَرأة من السفر وحدها، لماذا.. لماذا إلى آخره، هذه دعوة شَياطينِ الإنْس والجِنِّ في كلِّ مكانٍ وزمان، كفى الله المُسلمينَ شَرَّهم، ورَدَّّ كيدَهم في نحُورهم.

فالملابس نِعمَة مِن الله، لكنَّ المَلابسَ لها آدابٌ ينبَغِي للمُسلِم أن يُراعِيَها.

أولاً: لا يلبَسُ لِباسَ الشُّهرَةِ، ولباسُ الشُّهرَةِ هو اللِّباسُ الذي يُخالِفُ عادَةَ البَلدِ، وفي الحديثِ: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا، أَلْبَسَهُ اللهُ لِبَاسَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([1])، فلا يَلْبَس الإنسانُ لِباسًا يُخالِفُ ما عليه البَلدُ، مادام أن أهل البلَدِ يلبسون اللِّباسَ الشَّرعيَّ والمُحتَشمَ فلا تُخالِفْهم في هذا لأنَّ هذا شُهرةٌ.

النوع الثَّاني ممَّا يحرُمُ لِبسُه: الذي يَصفُ البَشرَة؛ يعني لا يَستُر ما وَراءه؛ لِشفافِيَّته يُرى مِن ورائه لَونُ الجِلد، هذا لا يَجوزُ لِبسُه لأنه


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (4029)، وابن ماجه رقم (3606)، وأحمد رقم (5664).