×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

الحِسِّيِّ أمر بالزاد للسَّفر المَعنوِيِّ، وهو سفر الآخِرَة، تزودوا، يعني في أسْفارِكم ولا تخْرُجوا بدون زادٍ، ثم قال: ﴿فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ تذكَّرُوا أن هناك سفرًا آخر وزادًا آخر، سفرُ الآخِرَة وزادُه التَّقوى، فهذا بالمناسبة؛ فاللِّباسُ نِعمة من الله عز وجل، ولكن الشَّيطانَ حَريصٌ على كشفِ عَوراتِ بَني آدم، حريصٌ على أن يَتعرَّوا، الشَّيطانُ دائمًا حريص على أن يَتعرَّى الناس ويكْشِفوا عوراتهم؛ لما في كَشفِ العَورات من الوَسائلِ إلى الفَواحشِ والمَفاسِد واستباحَةِ الفُروجِ للرِّجالِ والنِّساءِ، فالشَّيطانُ يَحرصُ دائمًا على كَشفِ العَورات، وعلى تركِ اللِّباسِ المُحتشِمِ، خصوصًا على النِّساءِ، ويساعدُه شَياطينُ الإنسِ والجِنِّ الذين يدعون إلى العُري وإلى كشف الحِجاب، وإلى خُروجِ المرأة بزينتها، كل هذا من الشيطان.

الشَّيطانُ أمر أهل الجاهلِيَّةِ فتَعرَّوا في الطَّوافِ، ويظنون أن هذا يُرضي اللهَ وأنه قُربَةٌ إلى الله، يقولون: ما نَلبسُ ثيابًا عَصينا اللهَ فيها، هذا من شِدَّةِ الورع بزعْمِهم، قال لهم الشيطان: لا تَطوفوا بثياب قد عَصيتُم الله فيها، من وَجَد ثوبًا لغيرِه من أهل الحَرَم يَلبَسه، ومن لم يَجِدْ فإنه يَتعَرَّى، زين لهم الشيطان هذا والعِياذُ باللهِ، فأنْكَر اللهُ عليهم فقال: ﴿وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا[الأعراف: 28]، والفاحِشَةُ هُنا كَشفُ العَوراتِ، فَسِترُ العَورَة نِعمَة من الله عز وجل، ومِنَّةٌ من الله، وشياطين الإنس والجنِّ دائمًا وفي كلِّ وقْتٍ يُنادون بكشف العَوراتِ والتَّعري للرِّجالِ والنِّساءِ، ولكن للنِّساءِ أشَدُّ.


الشرح