وَيَحْرُمُ
لِبْسٌ فِيهِ حَيٌّ مُصَوَّرٌ *** طِرَازًا وَصِبْغًا فِي أَصَحِّ التَّرَدُّدِ
*****
ثالثًا: من المَلابس
المُحرَّمةِ لِبسُ مَا فيه صُور حَيوانات، فَلا يَلبس الإنْسانُ لِباسًا فيه صُورة
ذات روحٍ؛ لأنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم لعن المُصوِّرين، وأخبر أنَّهم أشَدُّ
النَّاس عَذابًا يوم القيامَةِ ([1]).
فلا تحمل شيئًا
محرمًا، ويحرُمُ استعْمَال الصُّورِ في البيوت، سواءً على السُّتورِ أو على
الجُدرانِ أو بالبراويزِ وتعليقها بالجدران، كلُّ هذا حرامٌ، ولا تدخلُ الملائكةُ
بيتًا فيه كلبٌ ولا صورةٌ، أي ملائكةُ الرَّحمَةِ، بعض الناس يأخذُها منظرًا، وبعض
الناس يأخُذُها للذِّكرياتِ كما يقولون، وهذا حرامٌ، وما هلك قوم نوح إلاَّ لما
صَوَّرُوا الصالحين وعلقوا صورهم على المَجالِس، وآل بهم الأمر إلى أن عبدوها من
دونِ الله.
فالتَّصويرُ سببٌ
للشِّركِ، لا سيَّما صورُ المُعظَّمينَ كالأمراءِ والعُلماءِ والمُلوكِ وصورُ
الصَّالحينَ، هذا سبب للشرك، فالتَّصويرُ وَسيلَةٌ من وسائل الشِّركِ، كما حصل
لقوم نوح، وحصل لقوم إبراهيم، جماعة النَّمرودِ كانوا يَصنعونَ التَّماثيلَ على
صورةِ الإنسانِ والحيوان.
وحصلَ لِبني إسْرائيل لما صوَّرَ لهم السَّامريُّ العِجلَ فعبدوه من دون الله، فالتَّصويرُ سببٌ للشِّركِ، ولو كان الناس الآن يعلَمُون أن الشِّركَ محرم، وأن عبادة غير الله لا تجوزُ، فسيأتي جيلٌ جاهل فيما بعد، وإذا وجدوا الذين قَبلهم يَستعمِلون الصور ويرسمونها ويعلِّقونها، فسيقول لهم الشَّيطان: ما عملوها إلاَّ لِلعِبادة، مثل ما قال لِقَوم نوح، فنحن نَسُدُّ وسيلةً للشِّرك.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5347).