×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَيُكْرَهُ لِلمَرْءِ السُّجُودُ بِوَجْهِهِ *** عَلَى صُورَةٍ قَدْ صُوِّرَتْ فِي مُمَهَّدِ

بِذَاكَ حَفِيدُ المَجْدِ أَفْتَى لِشَبَهِهِ *** بِعُبَّادِ أَصْنَامٍ عَلْى غَيْرِهَا اسْجُدِ

وَيُكْرَهُ مَا فِيهِ صَلِيبٌ مُصَوَّرٌ *** وَهَذَا جَمِيعٌ لِلرِّجَالِ وَنُهَّدِ

*****

مُمتَهنة. لأن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم لما هُتكَ السِّترُ وجُعل وسائد دخل، واتَّكأ عَليهِ.

يُكرهُ للمُسلِمِ أن يُصلِّيَ وأمامه صورةٌ منصوبَةٌ؛ لأن هذا يُشبِهُ عِبادَةَ الأصنام، فلا تُستَقبَلُ الصُّورَةُ وأنت تُصلِّي ولا تَسجُد عَليها.

«حَفِيدُ المَجْدِ»، المجدُ هو عبدُ السَّلامِ بْنِ تَيمِيَّة صَاحِبُ المُنتَقَى، جَدُّ شيخِ الإسْلامِ تَقِيِّ الدِّين أحمدَ بنُ تَيمِيَّة - رَحِمَ اللهُ الجَميعَ - أفْتى بِأنَّه لا يُسجَدُ عَلى الصُّورَة.

الصَّليبُ يزعُمُ النَّصارَى أنه صورةُ المَسيحِ عليه السلام لما قَتلَه اليَهودُ وصلبُوهُ على الخَشبَةِ، وهذا كَذِبٌ؛ لأنَّ المسيحَ عليه السلام ما قُتِلَ ولا صُلِبَ، قال تعالى: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ[النساء: 157] ؛ فالمسيحُ أنجاهُ الله منهم، وإنما قتلوا رَجُلاً يُشبِهه، ظَنُّوا أنه هو فقَتَلُوه وصَلَبُوه، فالمقتولُ والمَصلوبُ ليس هو المَسيحَ، والذين زعموا أنهم قَتلوه هُم اليَهودُ، ومن غباوةِ النَّصارى أنهم يعبدونَ الصَّليبَ، وكان المفروض أنهم يَكسِرونَ الصَّليبَ لأنه عارٌ عليهمْ أن يُقتَل نَبيُّهم ويُصلَب، والذي أغراهم بعبادَةِ الصَّليبِ رجلٌ يهوديٌّ اسمه بولس، ادعى الإيمان بالمَسيحِ، وأدخل الوثَنِيَّةَ على النصارى في دينهم، ومنها عبادَةُ الصَّليبِ.


الشرح