×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

ويُكرَهُ لُبْسُ الأُزُرِ والخُفِّ قَائِمًا *** كذاكَ الْتِصاقُ اثْنَيْنِ عُرْيًا بمَرْقَدِ

*****

فلا يجوز استعمالُ الصَّليب على الملابس ولا على أيِّ شيءِ، ويجب إتلافُه لأنه شعارُ النَّصارى وشعار الوثَنِيَّة، فيجب إتلاف الصَّليبِ.

والنبي صلى الله عليه وسلم ما كان يترك في بيته شيئًا فيه تَصاليب إلاَّ نَقضَه وهو أشدُّ من الصُّورة؛ لأنه شعارُ النَّصارى وشعارُ الشِّركِ، ولبس ما فيه الصليبُ حرامٌ على الرِّجال والنِّساءِ.

النَّصارى يلبسونَ الصَّليبَ على صُدورِهم، ولا يَكتَفون بِوضْعِه على الجُدرَانِ، بل يلبَسُونَه على صُدورهم، فالمُسلِم إذا لبس شيئًا فيه صَليبٌ تَشبَّه بالنصارى في حمل الصَّليبِ، فيجب الحذرُ من هذا، ويجبُ محارَبَةُ الصَّليبِ، وطَمسُ الصَّليبِ ونَقْضُه.

مِن الآداب الشَّرْعيَّةِ في اللِّباس أَنَّه يُكرَهُ لُبْسُ الإِزار قائِمًا، ولُبْسُ الخُفِّ قائِمًا، فيَلْبَسُهُ وهو جالسٌ؛ لأَنَّ هذا أَيْسرُ له وأَسْترُ لعَوْرَتِه في لُبْس الإِزار، وهذا ظاهرٌ في لُبْس الخُفِّ، فإِنَّه إذا لَبِسَهُ وهو واقفٌ يكون هذا فيه مشقَّةٌ عليه، وإِذَا لَبِسَهُ وهو جالسٌ يكون أَتْقَن وأَحْسَن، وأَمَّا الإِزارُ يتبع الأَسْهلَ عليه إِنْ كان الأَسْهلُ عليه أَنْ يَلْبَسَهُ وهو قائِمٌ فلا بَأْسَ بذلك، وكذلك إِذَا احْتاج إِلَى لُبْس الخُفِّ قائِمًا.

«كذاك يحرُم الْتِصاقُ اثْنين عُرْيًا بمَرْقَدِ» أَيْ يحرُم أَنْ ينامَ اثْنان عارِيَيْنِ، حتَّى ولَوْ كانا زَوْجَيْنِ؛ لأَنَّه نُهِيَ أَنْ يُجامِعَ الرَّجُلُ زوجتَه وهما عاريان؛ تشبهًا بالحيوانات.


الشرح