×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وثِنْتَيْنِ وافْرُقْ في المَضَاجِعِ بَيْنَهُمْ *** ولَوْ إِخْوَةٌ مِن بَعْدِ عَشْرٍ تَسَدَّدِ

وقُلْ في انْتِباهٍ والصَّباحِ وفي المَسَا *** ونَوْمٍ مِنَ الْمَرْوِيِّ ما شِئْتَ تَهْتَدِ

*****

والمَرْأَتان لا تنامان عارِيَتَيْنِ في فراشٍ واحدٍ، لمَا في ذلك مِن مخالفة الأَدبِ ولمَا فيه مِن سببِ الوُقوعِ في الفاحشة. فإِنَّ النِّساءَ تَدِبُّ بَيْنَهُنَّ الشَّهْوَةُ فيما بَيْنهنَّ ويَعْمَلْنَ السِّحاقَ.

وكذلك في الأَوْلاد جاءَ الحديثُ الصَّحيحُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([1]) فلا تَتْرُكْ أَوْلادَك في مَضْجَعٍ واحد إِذَا بَلَغُوا سِنَّ العاشرة لأَنَّهم مظنَّةُ الشَّهْوةِ، بلْ يَرْقُدُ كلُّ واحدٍ في مَرْقَدٍ مُسْتقلٍّ عن الآخَرِ، سواءً كانا ذَكَرَيْنِ أَوِ أُنْثَيَيْنِ، أَوْ ذكرًا وأُنْثى، ولو كانوا إِخْوةً، يُفرَّقُ بَيْنَهُمْ في المضاجعِ.

كذلك مِن الآدابِ الشَّرْعيَّةِ إِتْيانُ الأَذْكارِ في الصَّباح؛ بأَنْ تَأْتِيَ بالأَذْكارِ الواردةِ في أَوَّلِ الصَّباح وفي أَوَّلِ المساءِ، وكذلك الأَذْكارُ التي عند النَّوم، والأَذْكارُ التي عند الاِنْتباه مِن النَّوم، فالأَذْكارُ وردتْ في هذه المواضعِ وهي مجموعةٌ ومُبَيَّنٌ في كتُبِ الأَذْكارِ المُؤَلَّفةِ مثلُ الأَذْكار للنَّوويِّ، والوابلِ الصَّيِّبِ لابنِ الْقَيِّمِ، والكلمِ الطَّيِّبِ لشيخِ الإِسْلام ابنِ تَيْمِيَّةَ فرَاجِعْها لتعرفَ الأَذْكارَ المُوظَّفةَ في مواقيتِها، ولا تُهْمِلْ نفسَك مِن الأَذْكار؛ فإِنَّ هذه الأَذْكارَ فيها نفعٌ لك وخيرٌ لك، وحمايةٌ لك، وفيها تَنْوِيْرٌ لقَلْبِك بدلَ الغَفْلة، فعليك أَنْ تُراجِعَ هذه الكتبَ، وهناك كتبٌ مختصرةٌ يمكن أَنْ تَحْمِلَها معك، مثلُ رسالةِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ بنِ بَازْ رحمه الله تُحْفَةِ الأَخْيارِ.


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6756)، والحاكم رقم (708).