×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

فَفِي سَفَرٍ إِنْ كُنْتَ أَوْ حَضَرٍ فَلاَ *** تَدَعْ وِرْدَ خَيْرٍ قَدْ رُوِيْ عَنْ مُحَمَّدِ

ويَحْسُنُ عِنْدَ النَّوْمِ نَفْضُ فِرَاشَةٍ *** ونَوْمٌ على اليُمْنى وكَحْلٌ بإِثْمِدِ

*****

لا تتْرُكْ الأَوْرادَ في الصَّباح والمساءِ وأَذْكارَ النَّوم، سواءً كنتَ في سَفَرٍ أَوْ في حَضَرٍ لأَنَّك في حاجةٍ إِلَيها، تَحْمِيك مِن الشَّيْطان وتُنوِّرُ قَلْبَك، ويحفظك اللهُ بِها ممَّا يضرُّك، يحفظك اللهُ بها مِن الهَوام، ومِن السِّباع، ومِن الجِنِّ، ومِن شياطين الجِنِّ والإِنْسِ، فهي حِرْزٌ لك بإِذْن الله.

كذلك مِن الآدابِ الشَّرْعيَّةِ إِذَا كان الفِراشُ مفروشًا فإِنَّه ينبغي لك قبلَ أَنْ تنامَ عليه أَنْ تَمْسَحَهُ بشيءٍ لأَنَّه قدْ يكون خلفك عليه شيءٌ مِن الحشراتِ ومن المُؤْذِياتِ، أَوْ يكونُ عليه ترابٌ تتأَذَّى به، أَوْ تنفضَ الفِراشَ قبلَ أَنْ تنامَ عليه، حتى يسقطَ ما خلفك عليه، فقدْ أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بذلك ([1]).

ويستحبُّ النَّوم على الجانبِ الأَيْمنِ عندَ النَّومِ؛ لأَنَّ الجانبَ الأَيْمنَ له مزيةٌ على الجانبِ الأَيْسرِ؛ والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ في تَنَعُّلِهِ وتَرَجُّلِهِ وطُهُورِهِ وشَأْنِهِ كُلِّهِ ([2])، وأَيْضًا هو أَفْضلُ مِن النَّاحيَّةِ الصِّحِيَّةِ، فإِنَّ القلبَ في الجانبِ الأَيْسرِ فإِذَا نِمْتَ على الجانبِ الأَيْسرِ فإِنَّ النَّومَ يَثْقُلُ؛ لأَنَّ القلبَ يكون مستريحًا فيَثْقُلُ نومُك، أَمَّا إِذَا نِمْتَ على الجانبِ الأَيْمنِ فإِنَّ القلبَ يكون مُعلَّقًا فيكون نومُك خفيفًا، لا تَسْتَغْرِقُ فيه وتكسلُ عن القِيام للتَّهجُّدِ وصلاةِ الفَجْر، هذا هو السِّرُّ في كونِك تنام على الأَيْمن.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (6320).

([2] أخرجه: البخاري رقم (168).