وسِرْ
حافيًا أَوْ حاذيًا وامْشِ وارْكَبَنْ *** تَمَعْدَدْ وأَخْشَوشَنْ
ولا تَتَعَوَّدِ
*****
كذلك مِن السُّننِ
الاِكْتِحالُ عند النَّوم بمَا يُناسبُ العَيْنَ؛ لأَنَّ الاِكْتِحالَ فيه منفعةٌ
للعَيْنِ، والإِثْمِدُ هو الأَحْسنُ، وهو نوعٌ مِن الحِجارةِ الرَّقيقةِ المعروفةِ
تُدقُّ ويُكْتَحَلُ بِها في العَيْنَيْنِ، كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
يَسْتَعْمِلُهُ ([1])، وإِنِ اكْتَحَلْتَ
بغير الإِثْمِدِ فلا بَأْسَ، يكون هذا ليلةً بعدَ ليلةٍ.
كذلك مِن الآداب الشَّرْعيَّةِ أَنْ لا تُلازِمَ شيئًا واحدًا فتتعوَّده ويشقُّ عليك تَرْكُه، كأَنْ تكون دائِمًا راكبًا، بلْ تمشي وتَرْكَبُ؛ لأَنَّك لوْ احْتَجْتَ إِلَى المَشْيِ إِذَا بك قد تَعَوَّدْتَه، أَمَّا لو دَاوَمْتَ على الرُّكوب وأَرَدْتَ المشي فإِنَّه يشقُّ عليك، والمَشْيُ فيه صِحَّةٌ للبَدَنِ، والأَطِبَّاءُ يَحُثُّون على المَشْيِ وما كثُر مَرَضُ السُّكَر في النَّاس إلاَّ لعدم المَشْي، فالمَشْيُ فيه فائِدةٌ، فكلَّما اسْتَطَعْتَ أَنْ تَمْشِيَ فامْشِ، تَرْكَبُ تارةً وتَمْشِي تارةً، لا تَمْشِ دائِمًا وتَتْرُكُ الرُّكوبَ، ولا تَرْكَبْ دائِمًا وتَتْرُكُ المَشْيَ، بلْ عادلْ بَيْنَهما، هذا هو الأَحْسن، وكذلك بالنِّسْبة للاِنْتعال، تَنْتَعِلُ وتحفى، يعني تارةً تمشي بالنَّعلين وتارةَ تمشي حافيًا؛ لأَجْل أَنْ تَتَعَوَّدَ القوَّةَ لأَنَّك قد تَفْقِدُ النَّعْلين في يومٍ مِن الأَيَّام، أَوْ في حالةٍ مِن الأَحْوال، فيكون عندك قُدْرةٌ على المَشْي حافيًا، أَمَّا إِذَا تَعَوَّدْتَ دائِمًا النَّعْلين، فإِنَّك لا تستطيعُ المَشْيَ حافيًا إِذَا احْتَجْتَ إِلَيه، وينبغي أَنْ تَخْشَوشَنَ ولا تَتَعَوَّدِ النُّعومةَ، بلْ تستعملُ أيضًا الخُشونةَ، تكونُ متوسِّطًا
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2048).