×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وكُنْ شاكرًا للهِ واَرْضَ بقِسْمِهِ *** تُثَبْ وتُزَدْ رِزْقًا وإِرْغامَ حُسَّدِ

*****

وكُنْ شاكرًا لله على نِعَمِةِ التي أَعْطاك، نعمةُ الصِّحة، ونعمةُ الأَمْن، ونعمةُ الرِّزْق، ونعمةُ الأَهْل والأَوْلادِ، هذه نِعَمٌ عظيمةٌ، فاشْكُرِ اللهَ عز وجل قال اللهُ جل وعلا: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ[إبراهيم: 7]، والشُّكْرُ له ثلاثةُ أَرْكانٍ لا بدَّ منها:

أولاً: التَّحدُّثُ بنِعَمِ اللهِ ظاهرًا ﴿وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ[الضحى: 11]، التَّحدُّثُ بِها والثَّناءُ على الله بِها ظاهرًا.

ثانيًا: الاعْتِرافُ بِها باطنًا، تعترف أَنَّ هذه النِّعَمَ مِن الله، لا مِن عملِك ولا مِن كدِّك ولا مِن كسبِك، ولا مِن مالِ أَبِيْك، وإِنَّما هي مِن اللهِ جل وعلا ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ [النحل: 53]، تعترف بها، ولا تنسبها إِلَى عملك، وشُغْلِك، وتقول: أَنَا الذي جمعتُها، وأَنَا الذي حصَّلتُها، وأَنَا حاذقٌ، وماهرٌ، بلْ هذا فضلُ اللهِ عز وجل، كونك تشتغلُ وتعملُ هذا سببٌ مِن الأَسْباب، أَمَّا حصولُ النِّعْمة فهي مِن اللهِ جل وعلا، لو شاءَ ما حصل لك شيءٌ ولو عملتَ وتَعبتَ، تعترف أَنَّها مِن الله، لا بكدِّك ولا بحَوْلِك، ولا بقُوَّتِك، وكمْ ممَّنْ هو أَحْذقُ منك، وأَعْرفُ منك وليس عنده شيءٌ فهذا مِن الله سبحانه وتعالى.

الرُّكْنُ الثَّالثُ وهو مُهِمٌّ جدًّا: أَنْ تصرفَها في طاعة الله، لا تصرفْها في المُحرَّمات والمعاصي، إِذَا أَعْطاك اللهُ مالاً فلا تصرفْه في المعاصي والأَسْفارِ المُحرَّمةِ، والشَّهْواتِ المُحرَّمةِ، واللَّهْوِ واللَّعبِ، والسَّهْرِ على ما حرَّم الله، السَهَّرُ عند الدُّشوش وعند القَنَواتِ الفضائِيَّةِ، بلْ عليك أَنْ تستعملَ نِعَمَ اللهِ في طاعتِه وفي عبادتِه، تستعين بها على مصالح دِيْنِك 


الشرح