×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

ودُنْياك، لا تستعملها في معاصي الله عز وجل، فيَسْلِبُها اللهُ منك، فإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تبقى النِّعْمةُ عليك فاشْكُرْهَا بهذه الأُمورِ، التَّحدُّثِ بها ظاهرًا، والاعترافِ بها باطنًا، وصَرْفِها في طاعة اللهِ عز وجل، هذا هو الشُّكْرُ، قال تعالى: ﴿ٱعۡمَلُوٓاْ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرٗاۚ وَقَلِيلٞ مِّنۡ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ [سبأ: 13]، الشُّكْرُ يكون باللِّسان ويكونُ بالقلبِ ويكونُ بالعملِ. أَمَّا الحمدُ فإِنَّه يكونُ باللِّسان وبالقلب، هذا الفرقُ بَيْنَ الحمدِ والشُّكْرِ، الحمدُ يكون باللِّسان بالثَّناءِ على اللهِ سبحانه وتعالى وبالقلبِ، وأَمَّا الشُّكرُ فيكون باللِّسان ويكونُ بالقلب ويكونُ بالفعل. فالشُّكرُ أَعمُّ مِن الحمد.

وارْضَ بقضاءِ الله وقدرِه، وما أَعْطاك اللهُ، اقْنَعْ بما أَعْطاك اللهُ ولا تَنْظُرْ إِلَى مَنْ هو فوقَك في أُمور الدُّنْيا والمالِ، ولكنِ انْظُرْ إِلَى مَن هو دونَك، قال صلى الله عليه وسلم: «انْظُرُوا مَنْ هُوَ دُوْنَكُمْ، وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ؛ فَإِنْ ذَلِكَ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ» ([1]) انْظُرْ في أُمور الدُّنْيا إِلَى مَن هو دونَك؛ حتى تَعْرِفَ نِعْمَةَ اللهِ عليك، ولا تَنْظُرْ إِلَى مَن هو فوقَك فتحقر ما أَنْتَ فيه، أَمَّا في أُمور الدِّيْن فعلى العكس، انْظُرْ إِلَى مَنْ هو فوقَك، ولا تَنْظُرْ إِلَى مَن هو دونَك في العبادة، انْظُرْ إِلَى مَن هو فوقَك واقْتَدِ بهم، والْحَقْ بهم لا تَنْظُرْ إِلَى العُصاةِ وإِلَى الكُسالى.

قال صلى الله عليه وسلم: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجِزَن، فَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا لكَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (2963).