×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَأَطْوَلُ ذَيْلِ الْمَرْءِ لِلْكَعْبِ والنِّسَا *** بلاَ الأُزُرِ شِبْرًا أَوْ ذِرَاعًا لِتَزْدَدِ

*****

قَدَرُ اللهِ أَوْ قَدَّرَ الله، وَمَا شَاءَ فَعَلَ» ([1]) أَنْتَ تعمل الأَسْبابَ المباحةَ فإِنْ حصل ما تريد فالحمدُ لله وإِنْ لمْ يحصلْ فلا تدري أَيْن الخيرُ، ربَّما يكون الخيرُ عدم حصولِه لك، وعسى أَنْ تَكْرَهُوا شيئًا وهو خَيْرٌ لَكُمْ، لا تكره ولا تتأَسَّف، أَوْ تقول: لو أَنِّي فعلتُ، لو لو، هذا مِن عملِ الشَّيْطان.

لِباسُ الرِّجال إِلَى الكعبِ ولا ينزل عن الكعبِ؛ لقولِه صلى الله عليه وسلم: «مَا كَانَ أَسْفَلَ الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ في النَّارِ» ([2]) وقال: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ» ([3]) الإِسْبالُ كبيرةٌ مِن كبائِر الذُّنوب، والحدُّ الفاصلُ إِلَى الكعب، هذا لباسُ الرِّجال، أَمَّا المَرْأَةُ فترخي ثوبَها مِن ورائِها قَدْرَ شِبْرٍ أَوْ ذِراعٍ حتى يستر عَقِبَيْها إِذَا خرجتْ، لكن اليومَ بالعكس، تجد الرَّجُلَ يُسْبِلُ ثوبَه ويُنزِلُه عن الكعب؛ والمَرْأَةُ تُشمِّرُ ثوبَها إِلَى رُكْبَتَيْها وتُبْرِزُ السَّاقينِ أَوْ بعضَ الفَخِذَيْنِ، هذا مِن كيدِ الشَّيْطان لبني آدَمَ، يحملهم على معصية اللهِ، الرِّجالُ لما كانوا مَأْمورين بترك الإِسْبال، أَغْراهم الشَّيْطانُ بالإِسْبال، والنِّساءُ لمَّا كنَّ مَأْموراتٍ بإِسْبال الثِّيابِ لأَجْلِ سَتْرِ أَقْدامهنَّ، أَغْراهنُّ الشَّيْطانُ بالتَّشْمير ورفعِ الثِّياب، هذا كيدُ الشَّيْطان لبَنِي آدَمَ، الشَّيْطانُ دائِمًا يُحاول كشفَ عوراتِ بَنِي آدَمَ؛ لأَنَّ كشفَ العورة فيه فِتَنٌ وفيه شرٌّ، فالشَّيْطانُ يحرص عليه،


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (2664).

([2] أخرجه: البخاري رقم (5787).

([3] أخرجه: البخاري رقم (3665)، ومسلم رقم (2085).