×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وما يُشْبِهُ الزِّنَّارَ يُكْرَهُ مُطْلَقًا *** ومُزْرٌ به أَوْ شِبْهُ لُبْسِ التَّهَوُّدِ

ويحرُم جرُّ اللُّبْس للْخُيَلاءِ مِن *** فَتًى مُطْلقًا بلْ في الصَّلاة فأَكِّدِ

*****

والأَعْيادِ، ولا تلبَسْ الرَّديءَ مِن الثِّياب، وأَنْتَ تَقْدِرُ على الجيِّد، تقول هذا مِن التَّواضع؛ لأَنَّ اللهَ جل وعلا يحبُّ إِذا أَنْعَمَ نِعْمةً على عَبْدِه أَنْ يرى أَثَرَها عليه وهذا مِن شكرِ النِّعْمة، فلا تلبَسِ الرَّدِيءَ من باب العبادة أَوْ من باب التَّواضع وتحرُم نفسَك. قال تعالى: ﴿قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ [الأعراف: 32]، إلاَّ أَنَّه كما سبق لا تُسْرِفْ وتُداوِمْ على شيءٍ واحدٍ، بل تشكل أَحْيانًا كذا وأَحْيانًا كذا.

الزِّنارُ شدُّ الوسط، وكان أَهْلُ الكتاب يشدُّون أَوْساطَهم عند مناسباتهم الدِّيْنيَّة، وهو شدٌّ عريضٌ يشدُّون به أَوْساطَهم تعبدًا، فالذي يلبَس الزِّنَّارَ يتشبَّه بهم،، فلا يلبَس المسلمُ الزِّنَّارَ لا في الصَّلاة ولا في غيرِها، لكن يجوز للإِنْسان أَنْ يشدَّ وسطَه بغيرِ ما يُشْبه الزِّنَّار. خصوصًا عند الشُّغْل، أَمَّا المَرْأَةُ فلا يجوز لها شدُّ وسطها، لا بزِنَّار ولا بغيرِه، لا في الصَّلاة ولا في غيرها؛ لأَنَّ هذا فيه فتنةٌ وفيه إِبْرازٌ لأَعْضائِها، كما أَنَّها لا تلبِس الضَّيِّقَ؛ لأَنَّ هذا يُبْرِزُ مفاتنَها.

ويُكرَه أَنْ يلبَسَ شيئًا يَزْدَرِيْهِ عند النَّاس، فلا تُسبِّبْ على نفسك سُخْريَّةً.

الإِسْبالُ حرامٌ وكبيرةٌ مِن كبائِرِ الذُّنوب، والإِسْبالُ هو جرُّ الثَّوب، أَوْ جرُّ الإِزارِ أَوْ البشتِ أَوْ السَّراويلِ، هذا هو الإِسْبالُ، وهو حرامٌ على الرِّجال وكبيرةٌ مِن كبائِر الذُّنوب، بل في الصَّلاة أَشدُّ، فالذي 


الشرح