×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

حتَّى الوالد الكافر يُبَرُّ به، وَيُكْرَمُ، كما قال تعالى: ﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ ١٤ وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [لقمان: 14- 15]

الوالدان الكافران يصاحبهما وَلَدُهُمَا بالإكرام والبِرِّ والإحسان إليهما، ولو كانا كَافِرَيْنِ.

ولمَّا جاءت والدة أسماء بنت أبي بكر إليها تريد منها العَطَاءَ، سألت أسماء رضي الله عنها رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، قالت: إِنَّ أُمِّي جَاءَتْنِي وَهِيَ رَاغِبَةٌ - يعني رَاغِبَةً في العَطَاءِ -، أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ» ([1]).

فدلَّ على تأكُّد حقِّ الوالد، حتَّى ولو كان كافرًا، إلاَّ أنَّه لا تجوز طاعته في معصية الله، ولا طَاعَةُ أَحَدٍ في معصية الله؛ لا طاعةُ وَلِيِّ الأمر، ولا الوالد، ولا أحد في معصية الله.

قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الخَالِقِ» ([2]).

قال: «إِنَّمَا الطَّاعَةُ بِالمَعْرُوفِ» ([3]).

أمَّا في غير المعصية فطاعة الوالدين وَاجِبَةٌ، ولو كانا كَافِرَيْنِ، والبِرُّ بهما وَاجِبٌ، ولو كانا كَافِرَيْنِ، والإِنْفَاقُ عليهما وَاجِبٌ، ولو كانا كَافِرَيْنِ، إلاَّ أنَّه لا يُحِبُّهُمَا بِقَلْبِهِ، ولا يواليهما بقلبه.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2620)، ومسلم رقم (1003).

([2])أخرجه: البخاري رقم (4085)، ومسلم رقم (1840).

([3])انظر الهامش السَّابق.