×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

    وَيُكْرَهُ في المشي المُطَيْطَا وَشِبْهُهَا *** مظنَّة كِبْرٍ غَيْرُ في حَرْبٍ جُحد

ولا تكرهنَّ الشُّرب من قائم ولا انْـ *** تِعَالَ الفتى في الأظهر المتأكَّدِ

****

 وزيارة قبره، والسَّلامِ عليه، والدُّعاء له، والتَّرَحُّمِ عليه.

حتَّى إنَّه وَرَدَ أنَّ مِنْ بِرِّ الوالد أن تُكْرِمَ أصدقاءَه، فإن كان له أصدقاء، فإنَّك تَبَرُّ أصدقاءه. هذا من البِرِّ به.

 

يكون الإِنْسَانُ معتدلاً في مَشْيِهِ؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ [لقمان: 18]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّكَ لَن تَخۡرِقَ ٱلۡأَرۡضَ وَلَن تَبۡلُغَ ٱلۡجِبَالَ طُولٗ [الإسراء: 37]، ومن صفات عباد الرَّحمن أنَّهم يمشون على الأرض هَوْنًا؛ قال تعالى: ﴿وَعِبَادُ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنٗا [الفرقان: 63] لا يمشون مِشْيَةَ المتكبِّر، وإنَّما يمشون مِشْيَةَ المتواضع. هذا هو المسلم المؤمن.

و«المُطَيْطَا» هي التَّبَخْتُرُ، وهذا حَرَامٌ؛ لأنَّ اللهَ نَهَى عنها؛ فالتَّبَخْتُرُ مُحَرَّمٌ في المشي، إلاَّ في حَالَةٍ وَاحِدَةٍ وهي حالة الحرب.

كذلك من الآداب الشَّرعيَّة أن تشرب قاعدًا. هذا هو الأفضل، وهو الأكثر من أحوال النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَيَجُوزُ الشُّرْبُ قائمًا، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ قائمًا؛ لمَّا شَرِبَ من زمزم، نَاوَلُوهُ صلى الله عليه وسلم دَلْوًا، فَشَرِبَهُ وهو وَاقِفٌ ([1]).

فَيَجُوزُ الشُّرْبُ قائمًا، وكذلك النَّعْلُ يجوز أن تَنْتَعِلَ وأنت وَاقِفٌ.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5617).