×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

 وَحَلَّ شِرَا وَالِي اليَتيمَة لُعْبَةً *** بلا رَأْسٍ أن تطلبَ وَبالرَّأس فَاصْدُدِ

ولا يَشتري مَا كان مِن ذاك صورةً *** وَمِنْ مَالِهِ لا مالها في المجوَّد

وَيَحْرُمُ تَصْوِيرٌ لِذِي الرُّوح كمالاً *** وذنبًا كبيرًا عُدَّهُ للتَّوعُّدِ

****

الصُّوَرَ، وإن كان صَاحِبُ البَيت لم يَأْذَنْ لك؛ لأنَّ هذَا إِزَالَةٌ لِمُنْكَرٍ، وكذلك الحَمَّامُ إذا كان مَوْضُوعًا فيه تَصَاوِيرُ تُزِيلُهَا.

شِرَاءُ اللُّعَبِ للأيتام الصِّغار وللأطفال إذا كانت على شكل حيوانات، أو آدميِّين ورأسها بَاقٍ، فهذا لا يجوز؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَدَعْ صُورَةً إلاَّ طَمَسْتَهَا» ([1]) أمَّا إذا كانت صُورَةً بِدُونِ رَأْسٍ، فلا بَأْسَ بذلك.

 وكذلك لا يشتري للطِّفلة الصُّورة الواضحة، وإن اشتراها من مالها فلا يجوز؛ لأنَّه لا يتصرَّف في مالها، إلاَّ بما هو من مصلحتها، وهذا ليس من مصلحتها.

أمَّا شراء اللُّعَبِ الَّتِي ليس لها رُءُوسٌ، فهذا من مصلحة اليتيمة؛ لأجل أن تتربَّى على تربية الأولاد، على أنَّه الآن وُجِدَ أَلْعَابٌ ليس فيها صُوَرٌ ذَوَاتُ أرواح؛ فَيُسْتَغْنَى بها.

التَّصْوِيرُ هو إِيجَادُ صُورَةٍ على شكل ذوات الأرواح، سَوَاءٌ كان ذلك بالنَّحْتِ أو البِنَاءِ من الطِّينِ أو المَوَادِّ الحديديَّة؛ يَبْنِيهَا على شكل حَيَوَانٍ أو إِنْسَانٍ، أو كان ذلك بالرَّسْمِ؛ بِأَنْ يَرْسُمَهَا على جِدَارٍ أو على وَرَقَةٍ، أو كان ذلك بالالتقاط بالآلة الفوتوغرافيَّة.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (969).