كلُّ هذا حَرَامٌ؛
لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ المصوِّرينَ وقال: «كُلُّ مُصَوِّرٍ
في النَّارِ» ([1]). هذا عُمُومٌ
يَقْتَضِي تَحْرِيمَ التَّصْوِيرِ مُطْلَقًا، وَتَحْرِيمَ اتِّخَاذِ الصُّوَرِ من
أيِّ شَكْلٍ كانت؛ مَرْسُومَةً أو مَنْحُوتَةً أو مَبْنِيَّةً أو مُلْتَقَطَةً
بِالآَلَةِ الفوتوغرافيَّة؛ لأنَّ المعنى وَاحِدٌ، والعُمُومَ شَامِلٌ من كلام
الرَّسول صلى الله عليه وسلم.
فَمَنِ استثنى
الصُّوَرَ الفوتوغرافيَّة، فإنَّه مُخْطِئٌ؛ لأنَّه لا دَلِيلَ على التَّخْصِيصِ،
وَكَلامُ الرَّسول لا يُخَصَّصُ إلاَّ بكلام الرَّسول، لا يخصَّص برأي المجتهد أو
بقول قَائِلٍ، بل إنَّ الصُّوَرَ الفوتوغرافيَّة أَشَدُّ مُضَاهَاةً لِخَلْقِ الله
من الصُّورة المرسومة.
والتَّصْوِيرُ من
الكَبَائِرِ. لماذا؟ لأنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم تَوَعَّدَ عليه
بالنَّار؛ «كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ»، «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ الَّذِينَ يُضَاهِئُونَ خَلْق الله» ([2])، «مَنْ صَوَّرَ
صُورَةً فِي الدُّنْيَا، كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ يَوْمَ
القِيَامَةِ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ» ([3])، «إِنَّ
الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ بِهَا فِي النَّارِ؛
يُجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسٌ يُعَذَّبُ بِهَا فِي جَهَنَّمَ»
([4]).
هذه أَنْوَاعٌ مِنَ الوعيد تَدُلُّ على أَنَّ التَّصْوِيرَ كَبِيرَةٌ من كبائر الذُّنوب، ولكن اتَّخذوه الآن فَنًّا من الفنون، وَزَيَّنَ لهم الشَّيْطَانُ هذا العَمَلَ؛ لأنَّ الرَّسُولَ نهى عنه، والشَّيْطَانُ يُرَغِّبُ فيما نَهَى عنه الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم.
([1])أخرجه: مسلم رقم (2110).