ولا بَأْسَ
بالخَاتم من فضَّة ومن *** عَقِيقٍ وَبِلَّوْرٍ وَشِبْهِ المُعدَّدِ
ويُكْره من صُفْرٍ
رَصَاصُ حَدِيدِهِمْ *** وَيَحْرُمُ للذُّكران خَاتَمُ عَسْجَدِ
****
وقوله: «وكلَّ
السِّبَاعِ احْظِرْ كَهِرٍّ بِأَوْطَدِ» معناه أنَّ جُلُودَ السِّباع
كالأُسُودِ والنُّمُورِ، فهذه جُلُودُهَا مُحَرَّمَةٌ، لا يجوز استعمالها، ولا
افتراشها؛ لأنَّها نَجِسَةُ العَيْنِ.
والسَّبُعُ هو
الَّذي يَفْرِسُ بِنَابِهِ إن كان من الحيوانات، وإن كان من الطَّير فالسَّبُعُ
منها هو الَّذي يَفْرِسُ بِمِخْلَبِهِ، فَتَحْرُمُ جُلُودُهَا؛ لأنَّها نَجِسَةُ
العَيْنِ، ولا يطهِّرها الدِّبَاغُ.
فقوله: «وكلَّ السِّباع
احْظِرْ» احْظِرْ يَعْنِي: حَرُمَ كُلُّ السِّباع.
وَضَابِطُ السَّبُعِ
من الحيوانات أنَّه هو الَّذي يَفْرِسُ بِنَابِهِ، كالأسد والنَّمِرِ والذِّئْبِ،
ومن الطَّير ما يَفْرِسُ بِمِخْلَبِهِ.
يُبَاح للذَّكر
لُبْسُ الخَاتم من الفضَّة؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم اتَّخذ خَاتَمًا
من فضَّة ([1]).
أمَّا الخَاتَمُ
مِنَ الذَّهَبِ فهذا سَبَقَ أنَّه لا يَجُوزُ، وأنَّه جَمْرَةٌ من النَّار إذا
لَبِسَهُ الرَّجُلُ، كما صَحَّ في الحديث.
وأمَّا الفِضَّةُ
فلا بَأْسَ باتِّخاذه منها؛ لأنَّ الرِّجَالَ بحاجة إلى التَّخَتُّمِ؛ كأن
يَنْقُشَ الرَّجُلُ فيه اسْمَهُ، وَيَسْتَعْمِلَهُ عند الحاجة.
وقد اتَّخذ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم خاتمًا ونقش عليه اسمه، وكذلك يُبَاح للرَّجل اتِّخَاذُ الخاتم من غير الفضَّة، ولو كان من مَعْدِنٍ ثَمِينٍ؛ لأنَّه لم يَرِدِ النَّهْيُ إلاَّ عن خَاتَمِ الذَّهب، فيتَّخذ الخَاتَمَ من الفضَّة، أو من العَسْجَدِ،
([1])أخرجه: البخاري رقم (65).