×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وكن حَافِظًا أنَّ النِّسَاءَ وَدَائِعُ *** عَوَانٌ لَدَيْنَا احفظ وصيَّة مُرْشِدِ

ولا تُكْثِرِ الإنكار تُرْمَ بتهمة *** ولا تَرْفَعَنَّ السَّوْطَ عن كلِّ مُعْتَدِ

ولا تَطْمَعَنَّ في أن تُقِيمَ اعوجاجها *** فما هي إلاَّ مِثْلُ ضِلْعٍ مُرَدَّدِ

****

النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في خطبته في عَرَفَةَ أَوْصَى بالنِّساء خيرًا، فقال: «إِنَّهُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ» ([1]).

عَوَانٍ يَعْنِي: «أَسِيرَاتٍ»، العاني هو الأسير، المَرْأَةُ أَسِيرٌ عند زوجها، فَيُحْسِنُ إليها، ويرحم حالها؛ فلا يَسْتَغِلُّ قوَّته وضعفها، فَيَتَجَبَّرَ عليها، وَيُسِيءَ إليها.

 

«لا تُكْثِرِ الإنكار» عليها إذا كان تَقْصِيرُهَا في أُمُورٍ عَادِيَّةٍ؛ ما لم يَكُنْ من مُنْكَرَاتِ الشَّرْعِ.

أمَّا إذا كانت المُنْكَرَاتُ شَرْعِيَّةً، فأنت تعالجها بالَّتي هي أَحْسَنُ؛ بأن يؤدَّب المخالف بالسَّوط إذا أساء، كالمرأة، أو الولد، أو الطَّالب؛ حتَّى يرتدع.

هذه وصيَّة من الرَّسول صلى الله عليه وسلم ؛ يقول: «إِنَّ النِّسَاءَ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ». يعني: من ضِلَعِ آَدَمَ عليه السلام لأنَّ حَوَّاءَ خُلِقَتْ من ضِلَعِ آدم، «وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا» ([2]).

هذا مِثَالٌ مَحْسُوسٌ، ضَرَبَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ؛ فالمَرْأَةُ مَجْبُولَةٌ على الاعْوِجَاجِ؛ فطبيعتها هكذا؛ إذا حاولت أن تعدِّل أخلاقها فإنَّك لا تستطيع.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (1163)، وابن ماجة رقم (1851)، والبيهقي في «الشعب» رقم (5262).

([2])أخرجه: البخاري رقم (3331)، ومسلم رقم (1468).