×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَحَرُمَ على كلِّ نكاح الَّتي زَنَتْ *** إلى تَوْبَةٍ ثمَّ انقضا عدَّة زِدِ

****

 والرِّفْعَةِ؛ بأن يتزوَّجها وهي ضَعِيفَةُ الدِّين؛ فإنَّ هذا يَؤُولُ إلى عواقب وخيمة.

ومن ذلك أن يتزوَّج امْرَأَةً جَمِيلَةً، لكنَّها من مَنْبَتٍ سَيِّئٍ، تكون من نِسَاءٍ فاسدات، أو من نساءٍ مُتَساهلات في دِينِهِنَّ، أو في عِفَّتِهِنَّ، وهذه تُسَمَّى بخضراء الدِّمَنِ.

ومعنى الدِّمَنِ بَقِيَّةُ آثار منازل البَادِيَةِ؛ فَمِنَ العادة أنَّه يَنْبُتُ فيها بعدهم نَبَاتٌ أَخْضَرُ، ويكون هذا النَّبَاتُ له مَنْظَرٌ جَذَّابٌ، لكن عُرُوقُهُ وجُذُورُهُ سَيِّئَةٌ.

فلا يَنْخَدِعِ الإِنْسَانُ بِحُسْنِ المنظر، وَيَغْفُلْ عن المخبر؛ فإنَّ المَرْأَةَ إذا كانت من أُصُولٍ فَاسِدَةٍ، فَإِنَّهَا تُفْسِدُ، ولو على المدى البعيد، أو أنَّ أَوْلاَدَهَا وذُرِّيَّتَهَا يدركهم الفساد.

فَالمُسْلِمُ يَخْتَارُ الزَّوْجَةَ من المَنْبَتِ الطَّيِّبِ، ومن النِّسَاءِ الزَّكيَّات؛ حتَّى يَأْمَنَ عليها، وحتَّى يَأْمَنَ على ذُرِّيَّتِهِ، وهذا لا شَكَّ أنَّه مَلْحَظٌ عَظِيمٌ عند الزَّواج.

فالمُسْلِمُ لا يَغْتَرُّ بجمال المرأة دون أن ينظر إلى مَنْبَتِهَا ونسائها وأصولها، بل عليه أن يتأكَّد؛ حتَّى يَبْعُدَ عن أسباب الفتنة.

قال الله جل وعلا: ﴿ٱلزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوۡ مُشۡرِكَةٗ وَٱلزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَآ إِلَّا زَانٍ أَوۡ مُشۡرِكٞۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [النور: 3] فلا يجوز للمسلم أن يتزوَّج امْرَأَةً زَانِيَةً إلاَّ بشرطين.

الشرط الأول: أن تتوب إلى الله عز وجل من الزِّنا.


الشرح