×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

حَسِيبَةُ أَصْلٍ من كرام تَفُزْ إذن *** بِوَلَدٍ كِرَامٍ والبَكَارَةَ فَاقْصِدِ

****

وهذا عكس ما يُنَادَى به الآنَ مِنْ تَحْدِيدِ النَّسْلِ، وَبَعْضُهُمْ لا يُرِيدُ النَّسْلَ أَصْلاً.

وَبَعْضُهُمْ يريد نَسْلاً محدودًا، ويوقف؛ عند وَلَدَيْنِ أو ثَلاثَةٍ يُوقِفُ الحَمْلَ، وَيَأْخُذُ مَانِعَ الحَمْلِ. هذا لا يَجُوزُ؛ لأنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم حَثَّ على الإيلاد، وَكَثْرَةِ النَّسْلِ، من أجل قوَّة الأمَّة، ومن أجل أن يكاثر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بأمَّته الأُمَمَ يَوْمَ القيامة.

فلا يُكْرَهُ النَّسْلُ، وإنَّما يُرَغَّبُ فيه؛ تَحْقِيقًا لأمر الرَّسول صلى الله عليه وسلم، والَّذين يُطَالِبُونَ بتحديد النَّسل أو تقليل النَّسل أو قطع النَّسل مخالفون لما أمر به الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم.

و«ذات التَّعبُّد» هي الصَّالحة في دينها الَّتي تحافظ على فرائض الله؛ تؤدِّي الواجبات الَّتي عليها، وتتزوَّد من الطَّاعات والعبادات.

أمَّا المرأة الكَسُولُ أو المرأة الَّتي لا تصلِّي أو الَّتي تتكاسل عن الصَّلاة، هذه يجب على المسلم أن يتجنَّبها.

كذلك مِنَ الصِّفات المَحْمُودَةِ في المرأة أن تكون حَسِيبَةَ الأصل؛ تكون من نَسَبٍ طَيِّبٍ، ومن مَنْبَتٍ طَيِّبٍ؛ لأنَّ النَّسَبَ الطَّيِّبَ والكَرَمَ في النَّسب يؤثِّر على الأولاد.

يَنْشَأُونَ كِرَامًا شرفاء؛ فينبغي للزَّوج أن يختار الزَّوجة النَّسِيبَةَ الَّتِي هي من مَنْبَتٍ طَيِّبٍ ومن أَصْلٍ طَيِّبٍ، ومن قَوْمٍ كرام، لا يتزوَّج من بخلاء ولا من أناس يتَّصفون بصفات ذميمة؛ لأنَّ هذا يتطرَّق إلى أولاده وإلى ذرِّيَّته؛ فالأَخْوَالُ والأَصْهَارُ لهم تَأْثِيرٌ عجيب على الأولاد.


الشرح